يعد الموظفين بالعفو عنهم إن صدقوا ثم يعاقبهم
نقوم في بعض الأحيان بالتحقيق في أخطاء تقع من بعض الموظفين ونعد بعضهم بوعود في حال اعترافهم وإقرارهم ، وبعد ذلك لا نلتزم بما وعدناهم به ونطبق عليهم العقوبات والجزاءات الخاصة بتلك الأخطاء . فما حكم هذا العمل ؟
الجواب
الحمد لله.
"كان الواجب على الموظف النصح والإخلاص في عمله والبعد عن الغش والخيانة والغدر ،
ومتى وقع منه خطأ فلا يؤاخذ عليه ، لقوله تعالى : (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ
نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) البقرة/286 ، وقول النبي صلى
الله عليه وسلم : (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان) .
أما إذا تعمدوا المخالفة وبدر منهم ما يخل بالعمل أو يخالف التعليمات فإن عليهم
الاعتراف بالمخالفة ، والإقرار بما صدر منهم ، وعليه طلب العفو والصفح والالتزام
بعدم العودة إلى مثل ذلك . ومتى تعهدوا بذلك فالصفح عنهم أولى إذا لم يكونوا أهل
تساهل وكثرة مخالفة . ولكم تطبيق العقوبات والجزاءات على من تكررت منه المخالفات
التي تخل بالعمل .
فأما أن تعدوهم وعداً بالعفو مقابل الاعتراف ثم تخلفون الوعد فإن هذا لا يجوز ،
لأنه كذب ، وخلف للوعد ، والكذب وخلف الوعد من صفات المنافقين . والله أعلم"
انتهى .
فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين حفظه الله .
"فتاوى علماء البلد الحرام" (ص 342) .
والله أعلم .