وصفة عشبية مع سور من القرآن من أجل تيسير الزوج الصالح
هل يجوز استخدام عشبة الحرمل مع الشَّبَّة ، ويقرأ عليها الفاتحة سبع مرات ، وآية الكرسي سبع مرات ، وأواخر سورة البقرة والمعوذات سبع مرات ، ومن ثم حرقه ( علما بأن لها رائحة كريهة ) ، على مدة سبعة أيام بعد صلاة العصر ، وذلك من أجل تيسير الزوج الصالح ، علما بأن هذه الوصفة من شيخ سمعنا عنه من ناس نعرفهم ، وجربوها ، ولكن نحن لم نذهب إليه . وأنا يا شيخنا أود أن أعرف هل يجوز عمل هذا الشيء ، وربي شاهد أني متوكل عليه حق توكل ، وأعرف أن الخير من عنده ، وأني بعثت إليك مخافة من الله ؛ ولأن أمي مصرة أن نفعل هذا الشيء ، وقلت لها بأني سوف أسأل الشيخ أولا ، وننظر ما يقول ، فأرجوك يا شيخنا أن تأخذ إيميلي بعين الاعتبار ، وأن تجيب على سؤالي .
وجزاك الله كل خير ، وأطال في عمرك للإسلام والمسلمين .
الجواب
الحمد لله.
نسأل الله تعالى أن يبلغك ما تمنين ، وأن يسعدك في الدارين ، وأن يرزقك الزوج
الصالح الذي يعينك على أمور الدنيا والدين .
ونؤكد لك - أختنا الفاضلة - أن السبيل إلى ذلك يكون باتخاذ الأسباب المنصوبة في
الدنيا ، وأهمها الصلاح والتقوى ، فإن خلق الفتاة ودينها وتقواها سبب رئيس لإقبال
الشباب لخطبتها ، والتوفيق مكافأة عاجلة من الله تعالى لعباده الصالحين ، وهو من
عاجل بشرى المؤمن ، فلا حرج في سعي المؤمن إليه كما يسعى لسائر أنواع الرزق ، وإذا
استطاعت المرأة أن تحث بعض أوليائها للسعي في توجيه مَن يعرفون مِن أصحاب الخلق
والدين لخطبتها فلتفعل ، ولهم في عمر بن الخطاب رضي الله عنه أسوة حسنة حين خطب
لابنته حفصةَ عثمانَ بنَ عفان وأبا بكر الصديق رضي الله عنهما ، حتى تزوجها رسول
الله صلى الله عليه وسلم .
فإذا تأخر القدر بالزوج الصالح ، وأمسك القضاء بذلك ، فليكن سبيلك الصبر والرضى
والتسليم ، فهي منازل المتقين ، والصبر عن المعصية أعظم أنواع الصبر كما يقرره
العلماء ، واستعيني عليه بالقناعة ، فنعم الله لا تحصى ، ولو التفت إلى من حولك
لوجدت في الناس من ابتلي بصحته أو بماله أو بأهله أو حتى بزوجه ، فتقدري نعمة الله
عليك ، وتكوني أسعد الناس بتلك القناعة .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا
وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ ) رواه مسلم (1054)
وتذكري أن الدعاء سلاح المؤمن ، وهو سهمه الذي لا يخطئ ، وملاذه الذي لا يخيب ،
وخزائن الخير لا تنفذ ، والرب سبحانه كريم جواد يستحي إذا رفع العبد يديه بالدعاء
أن يردهما خائبتين .
أما الوصفات التي يقوم بها بعض الناس لتيسير الزواج : عشبية كانت أو قرآنية ، فهي
أعمال غير مشروعة ، وهي إلى باب البدعة أقرب ، بل يخشى على من ظن أن حرق الشَّبَّة
مع عشبة الحرمل سبب للزواج الوقوع في الشرك الأصغر ، فقد عد العلماء من صوره أن
تجعل ما ليس بسبب شرعا ولا عقلا سببا .
يقول الشيخ ابن عثيمين في "لقاء الباب المفتوح" (لقاء رقم/209، سؤال رقم/6) :
" الشرك الأصغر كل ما جاء في الكتاب والسنة أنه شرك وليس مخرجاً عن الملة , ومنه :
أن تجعل ما ليس بسبب سبباً , مثل : القلادة ووضع الأشياء عن العين " انتهى .
وانظري جواب السؤال رقم : (6585)
، (14549) ، (21234)
والله أعلم .