الحمد لله.
نسأل الله تعالى أن يبلغك ما تمنين ، وأن يسعدك في الدارين ، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يعينك على أمور الدنيا والدين .
ونؤكد لك - أختنا الفاضلة - أن السبيل إلى ذلك يكون باتخاذ الأسباب المنصوبة في الدنيا ، وأهمها الصلاح والتقوى ، فإن خلق الفتاة ودينها وتقواها سبب رئيس لإقبال الشباب لخطبتها ، والتوفيق مكافأة عاجلة من الله تعالى لعباده الصالحين ، وهو من عاجل بشرى المؤمن ، فلا حرج في سعي المؤمن إليه كما يسعى لسائر أنواع الرزق ، وإذا استطاعت المرأة أن تحث بعض أوليائها للسعي في توجيه مَن يعرفون مِن أصحاب الخلق والدين لخطبتها فلتفعل ، ولهم في عمر بن الخطاب رضي الله عنه أسوة حسنة حين خطب لابنته حفصةَ عثمانَ بنَ عفان وأبا بكر الصديق رضي الله عنهما ، حتى تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فإذا تأخر القدر بالزوج الصالح ، وأمسك القضاء بذلك ، فليكن سبيلك الصبر والرضى والتسليم ، فهي منازل المتقين ، والصبر عن المعصية أعظم أنواع الصبر كما يقرره العلماء ، واستعيني عليه بالقناعة ، فنعم الله لا تحصى ، ولو التفت إلى من حولك لوجدت في الناس من ابتلي بصحته أو بماله أو بأهله أو حتى بزوجه ، فتقدري نعمة الله عليك ، وتكوني أسعد الناس بتلك القناعة .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ ) رواه مسلم (1054)
وتذكري أن الدعاء سلاح المؤمن ، وهو سهمه الذي لا يخطئ ، وملاذه الذي لا يخيب ، وخزائن الخير لا تنفذ ، والرب سبحانه كريم جواد يستحي إذا رفع العبد يديه بالدعاء أن يردهما خائبتين .
أما الوصفات التي يقوم بها بعض الناس لتيسير الزواج : عشبية كانت أو قرآنية ، فهي أعمال غير مشروعة ، وهي إلى باب البدعة أقرب ، بل يخشى على من ظن أن حرق الشَّبَّة مع عشبة الحرمل سبب للزواج الوقوع في الشرك الأصغر ، فقد عد العلماء من صوره أن تجعل ما ليس بسبب شرعا ولا عقلا سببا .
يقول الشيخ ابن عثيمين في "لقاء الباب المفتوح" (لقاء رقم/209، سؤال رقم/6) :
" الشرك الأصغر كل ما جاء في الكتاب والسنة أنه شرك وليس مخرجاً عن الملة , ومنه : أن تجعل ما ليس بسبب سبباً , مثل : القلادة ووضع الأشياء عن العين " انتهى .
وانظري جواب السؤال رقم : (6585) ، (14549) ، (21234)
والله أعلم .
تعليق