الحمد لله.
إذا انحصر الورثة في ابنين وخمس بنات ، فإن التركة تقسم بينهم للذكر مثل حظ الأنثيين ، كما قال الله تعالى : (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ) النساء/11 .وإذا كان أحد الورثة صغيرا ، وجب الاحتفاظ له بنصيبه ، واستُحب لوليه أن ينمّيه له بما يعود عليه بالربح والنفع ، ولا يجوز أكله والاعتداء عليه ؛ لقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ) النساء/10 .
وأكل مال اليتيم كبيرة من كبائر الذنوب ، بل من السبع الموبقات التي هي من أكبر الكبائر ، كما روى البخاري (2767) ومسلم (89) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا هُنَّ قَالَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ ، وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ، وَأَكْلُ الرِّبَا وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ ) .
وأكل مال اليتيم قد يكون بظلمه حقه في الميراث ، أو بالاعتداء عليه بعد القسمة ، وكل هذا محرم ، وفاعله معرض لغضب الله تعالى وسخطه ، فالحذر الحذر من ذلك .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
والله أعلم .