الحمد لله.
1. نرى أنه لا بدَّ لك من فصل الأولاد عن غرفتكما ـ إن استطعت ـ ، واجعل غرفة نومكما لها خصوصية خاصة .
2. احذر من قضاء الليل في غير ما يرضي الله تعالى ، فعملك فيه سهر ، ثم إذا رجعت وتعشيت : صرتَ – تقريباً – في الثلث الأخير من الليل ، وليس من الخير لك أن تقضي هذا الوقت على " التلفاز " أو " الكمبيوتر " بما ليس فيه نفع ، أو بما فيه محرَّم ، كما أن هذا الوقت هو للنوم لمن قضى ليله في انتظارك وخدمتك ، فمن حق زوجتك أن تقضي هذا الوقت في النوم لتقوم في نهارها لخدمتك ، وخدمة أولادك ، وليس لك أن تزعجها ، وتعكِّر عليها صفو نومها ، فمن حقها عليك العشرة بالمعروف ، وأنت لم تفعل من ذلك شيئاً فيما تخبرنا به ، بينما نراها تنتظرك ، وتجهز لك العشاء ، وما تنكره عليها لا نراه منكراً ، بل الصواب معها .
فكما أن الواجب على الزوجة مراعاة عمل زوجها ، وتعبه : فعلى الزوج مراعاة عمل زوجته في بيتها ، وفي خدمته ، والعناية بأولاده ، وما تقوم به الزوجة أضعاف ما يقوم به الزوج ، وإذا كنتَ تعمل من الخامسة عصراً إلى الواحدة ليلاً : فإن زوجتك تعمل على مدار الساعة ، وحتى في نومها فإنها لا تهنأ به ، فإذا صرخ أحد أولادها ، أو احتاج شيئاً : فإنها هي من تقوم بخدمته والعناية به ليس أنتَ ، فهل يليق بعد هذا أن تحرمها قسطاً من النوم ترتاح فيه من عناء عمل البيت ؟! وكيف تريدها أن تنام في غير وقت نومها ؟! وإذا كنت تريدها أن تسهر معك فهل تظن أن باستطاعها القيام بأعباء البيت في النهار ؟! في ظننا أنك تقضي نهارك إلى الظهر نائماً ، بسبب عملك وسهرك ، فهل يوجد امرأة ربة بيت يمكن أن تفعل فعلك ؟! إن ما تطلبه لا يوافق الشرع ، ولا العقل ، وما تفعله زوجتك هو الموافق لهما .
3. نوصي الزوجة بضرورة التلطف مع زوجها ، وعدم رفع صوتها ، أو الصراخ ، لطلب حقها ، فهذا ليس مما يليق بالمرأة المسلمة العاقلة أن تفعله .
قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : " المشروع : أن يتخاطب الزوجان بما يجلب المودة ، ويقوي الروابط الزوجية ، وأن يجتنب كل منهما رفع الصوت على صاحبه ، أو مخاطبته بما يكرهه ؛ لقوله سبحانه وتعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) النساء/19 .
ولا ينبغي لها رفع الصوت عليه ؛ لقوله سبحانه : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) البقرة/228 .
ولكن
ينبغي للزوج أن يعالج ذلك بالتي هي أحسن ، حتى لا يشتد النزاع .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى .
الشيخ
عبد العزيز بن باز , الشيخ عبد الرزاق عفيفي , الشيخ عبد الله بن قعود .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (19/247 ، 248 ) .
وأخيراً :
نوصيك بتقوى الله ، والمعاشرة لزوجتك بالمعروف ، ونوصيك بأن تمسك عليك زوجك ، وأن تعطيها حقها من المودة والرحمة .
ونسأل الله أن يؤلِّف بين قلوبكم ، وأن يصلح حالكم ، وأولادكم .
والله أعلم