السبت 22 جمادى الأولى 1446 - 23 نوفمبر 2024
العربية

يرغب بالسهر ويزعج زوجته وهي تشتكي من فعله، فهل يطلقها؟!

119309

تاريخ النشر : 19-07-2008

المشاهدات : 16348

السؤال

زوجتي لا تسمع كلامي ، أنا دائماً أعمل خارج المنزل ، من الساعة الخامسة مساء إلى الساعة الواحدة صباحاً ، حينما أرجع إلى البيت أقول لها : اصنعي لي طعاماً ، فتصنع ، ولكن نظراً أني أسكن أنا وإياها في غرفة واحدة مع العيال ، وهم اثنان ، وحين أجلس على الكمبيوتر ، أو التلفاز تقعد تصرخ بحجة أنها تريد أن تنام ، وأنا خارج البيت لم لا تنام وتأخذ راحتها ؟! ، يوميّاً على هده الحالة ماذا أفعل أطلقها أم ماذا ؟

الجواب

الحمد لله.



أولاً:
على الزوجين أن يعلما أن الحياة الزوجية عمادها التفاهم ، وقوامها المودة والرحمة ، ولذا فإن حياتهما الزوجية لا تكتمل إلا بالمعاشرة بالمعروف من كلا الطرفين .

قال تبارك وتعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) النساء/19 .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
" يجب على كلٍّ من الزوجين أن يعاشر صاحبه بالمعروف ؛ لقول الله تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) النساء/19 ، ولقوله : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) البقرة/228 ،وإذا حصلت المعاشرة بين الزوجين بالمعروف : فإن ذلك أبقى للمودة بينهما ، وأتم للنعمة ، وكم من فراق حصل بسبب عدم المعاشرة بالمعروف ، فإذا اتقى الله كل واحد منهما ، وعاشر الآخر بالمعروف ، وأعطاه حقه الواجب عليه : حصل بذلك الخير ، والبركة ، وإذا كثرت النزاعات بين الزوجين : فإنك تجد أكثر أسبابها هو عدم المعاشرة بالمعروف ، فالزوج يضرب زوجته على أتفه شيء ، وهي تعانده وتخاصمه في أدنى شيء ، لذلك يجب على كل من الزوجين أن يعاشر الآخر بالمعروف ، كما أمر الله تعالى بذلك " انتهى من "اللقاء الشهري" .
 
وبخصوص حالتك أخي السائل فإن هناك ما ينبغي التنبيه عليه ، فنرجو أن توفقا لما فيه الخير لكما ولأولادكما :

1. نرى أنه لا بدَّ لك من فصل الأولاد عن غرفتكما ـ إن استطعت ـ ، واجعل غرفة نومكما لها خصوصية خاصة .

2. احذر من قضاء الليل في غير ما يرضي الله تعالى ، فعملك فيه سهر ، ثم إذا رجعت وتعشيت : صرتَ – تقريباً – في الثلث الأخير من الليل ، وليس من الخير لك أن تقضي هذا الوقت على " التلفاز " أو " الكمبيوتر " بما ليس فيه نفع ، أو بما فيه محرَّم ، كما أن هذا الوقت هو للنوم لمن قضى ليله في انتظارك وخدمتك ، فمن حق زوجتك أن تقضي هذا الوقت في النوم لتقوم في نهارها لخدمتك ، وخدمة أولادك ، وليس لك أن تزعجها ، وتعكِّر عليها صفو نومها ، فمن حقها عليك العشرة بالمعروف ، وأنت لم تفعل من ذلك شيئاً فيما تخبرنا به ، بينما نراها تنتظرك ، وتجهز لك العشاء ، وما تنكره عليها لا نراه منكراً ، بل الصواب معها .

فكما أن الواجب على الزوجة مراعاة عمل زوجها ، وتعبه : فعلى الزوج مراعاة عمل زوجته في بيتها ، وفي خدمته ، والعناية بأولاده ، وما تقوم به الزوجة أضعاف ما يقوم به الزوج ، وإذا كنتَ تعمل من الخامسة عصراً إلى الواحدة ليلاً : فإن زوجتك تعمل على مدار الساعة ، وحتى في نومها فإنها لا تهنأ به ، فإذا صرخ أحد أولادها ، أو احتاج شيئاً : فإنها هي من تقوم بخدمته والعناية به ليس أنتَ ، فهل يليق بعد هذا أن تحرمها قسطاً من النوم ترتاح فيه من عناء عمل البيت ؟! وكيف تريدها أن تنام في غير وقت نومها ؟! وإذا كنت تريدها أن تسهر معك فهل تظن أن باستطاعها القيام بأعباء البيت في النهار ؟! في ظننا أنك تقضي نهارك إلى الظهر نائماً ، بسبب عملك وسهرك ، فهل يوجد امرأة ربة بيت يمكن أن تفعل فعلك ؟! إن ما تطلبه لا يوافق الشرع ، ولا العقل ، وما تفعله زوجتك هو الموافق لهما .

3. نوصي الزوجة بضرورة التلطف مع زوجها ، وعدم رفع صوتها ، أو الصراخ ، لطلب حقها ، فهذا ليس مما يليق بالمرأة المسلمة العاقلة أن تفعله .

قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : " المشروع : أن يتخاطب الزوجان بما يجلب المودة ، ويقوي الروابط الزوجية ، وأن يجتنب كل منهما رفع الصوت على صاحبه ، أو مخاطبته بما يكرهه ؛ لقوله سبحانه وتعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) النساء/19 .

ولا ينبغي لها رفع الصوت عليه ؛ لقوله سبحانه : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) البقرة/228 .

ولكن ينبغي للزوج أن يعالج ذلك بالتي هي أحسن ، حتى لا يشتد النزاع .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى .

الشيخ عبد العزيز بن باز , الشيخ عبد الرزاق عفيفي , الشيخ عبد الله بن قعود .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (19/247 ، 248 ) .


وأخيراً :

نوصيك بتقوى الله ، والمعاشرة لزوجتك بالمعروف ، ونوصيك بأن تمسك عليك زوجك ، وأن تعطيها حقها من المودة والرحمة .

ونسأل الله أن يؤلِّف بين قلوبكم ، وأن يصلح حالكم ، وأولادكم .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب