حكم متابعة الإمام من كتاب فيه ترجمة لمعاني القرآن .

22-01-2010

السؤال 125619

هل يجوز لمن لا يتقن العربية ولا يفهم آيات القرآن أن يتابع الإمام أثناء صلاة القيام في شهر رمضان بمصحف يحتوي على ترجمة معاني القرآن لأنه أدعى للخشوع ؟

الجواب

الحمد لله.

أولاً :

متابعة المأموم لقراءة الإمام من المصحف في الصلاة خلاف السنة ، ولا تخلو من الكراهة، وقد سبق بيان ذلك في الأجوبة (52876) ، (10067).

ثانياً :

أمَّا إذا كان المأموم يتابع الإمام من كتاب فيه ترجمة لمعاني القرآن ، ففي المسألة تفصيل:

1- إن كان يتلفظ بشيء مما في الكتاب أثناء متابعته للإمام [أي : يحرك لسانه بالقراءة] فصلاته باطلة ؛ لأن ترجمة معاني القرآن تعد تفسيرا له، وليست قرآنا بإجماع أهل العلم ولا في حكمه ، فيكون هذا الكلام مبطلاً للصلاة .

ينظر: "فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (4/ 165).

2-وإن كان يقتصر على المتابعة بالنظر والفكر من غير تلفظ ، فالصلاة صحيحة مع الكراهة.

قال النووي : " ولو قلَّب أوراقه أحياناً في صلاته لم تبطل ، ولو نظر في مكتوب غير القرآن ، وردد ما فيه في نفسه ، لم تبطل صلاته وإن طال ، لكن يكره ". انتهى من "المجموع" (4 /95) .

وقال المرداوي : " لَا تَبْطُلُ الصَّلَاةُ بِإِطَالَةِ النَّظَرِ فِي كِتَابٍ إذَا قَرَأَ بِقَلْبِهِ وَلَمْ يَنْطِقْ بِلِسَانِهِ عَلَى الصَّحِيحِ مِنْ الْمَذْهَبِ ... وَقَدْ رُوِيَ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَدَ : أَنَّهُ فَعَلَهُ , وَقِيلَ : تَبْطُلُ " .  انتهى من "الإنصاف" (2/98)، وقريب من هذا المعنى في "فتح القدير" (1/403) .

فالمتابعة بالنظر والفكر جائزة مع الكراهة ، إلا أن هذه الكراهة تزول مع وجود الحاجة المقتضية لذلك ، لأن القاعدة عند الفقهاء : أن المكروه يباح للحاجة.

وتطلُّب الخشوع في الصلاة وتفهم معاني ما يقرأ الإمام هو من الحاجة التي تزيل الكراهة ؛ لأن معرفة معاني الآيات من الأمور المهمة للمأموم حتى يتدبر فيها ويتفكر في معانيها .

وقريب من ذلك فتوى الشيخ ابن باز بجواز حمل المأموم في قيام الليل مصحفاً فيه تفسير ، فإذا أشكلت عليه كلمة نظر في معناها ، كما في جواب السؤال رقم (9505) .

والأفضل من ذلك : أن تجتهد في تعلم اللغة العربية ، وتعلم القرآن الكريم ومعانيه ، حتى يسهل عليك تدبره ، والخشوع في الصلاة ، ولا تحتاج لحمل هذا الكتاب ، والنظر فيه في الصلاة .

والله أعلم .

القراءة في الصلاة
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب