كننت مسيحية ، والحمد أسملت ، وتزوجت برجل مسلم ، وظلت العلاقة بيننا لمدة سبع سنوات ، وخلال هذه السنوات كنت على علم تام بأنه كان يقيم علاقات غير شرعية مع نساء أخريات ، كما أنه كان يمارس الكذب ليل نهار ، طبعاً لم أستطع أن أصبر على هذا الوضع ، فطلبت منه الطلاق ، وفعلاً فعل ، ولكن أتى بعد ذلك ، وقال : إنه يحبني ، وأنه لن يعود لمثل ذلك ، وعادت العلاقة ، ليس لأنه راجعني فحسب ، ولكن أيضاً من أجل الطفل الذي بيننا ، ومرت الأيام ، واكتشفت أنه لم يتغير أبداً ، بل يكذب عليّ ، ويقول : إنه سيذهب لينام في المسجد ، وأنا أعلم تمام العلم أن لا أحد ينام في المسجد إلا خلال شهر رمضان ، أما ما سوى ذلك فهو مغلق ، ولكن في حقيقة الأمر كان يذهب إلى بيت صديقته ، ساءت العلاقة ، وذهبنا إلى إمام المسجد ليفصل بيننا ، وقد أصبح الآن لدينا ولد آخر ، وفعلاً بعد أخذ ورد : طلقني ، ولكن خلال فترة العدة كان يسيء معاملتي مما اضطرني إلى الذهاب إلى بيت إحدى صديقاتي والمكوث عندها ، حتى توسط إمام المسجد الذي كان يتعاهدني بالرعاية ، والإحسان ، فعدت إلى بيتي ، وما أثقل ما مرت تلك الأيام ؛ لِما كنت ألقاه من ضيق منه ، رغم الوعود التي قطعها أنه لن يؤذيني .
على كل حال : انتهى الأمر مع زوجي ، وأصبحت أفكر في رجل أتزوجه ، وأعيش معه ، فجاء على ذهني إمام المسجد ؛ لما رأيتُ منه ، من إحسان ، وعطف ، أن أطلب منه أن يتزوجني ، ولكن لا أدري كيف سيكون الوضع لأنه متزوج أصلاً ، والزواج بثانية يعدُّ جرماً ، وخرقاً للقانون هنا في كندا ، إلا أن هذه المشكلة يمكن أن تحل بأن يظل زواجنا طي الكتمان دون أن تعلم السلطات ، لكن المشكلة العويصة : أن زوجي قد نشر في المسجد ، وفي أوساط الجالية : أن الإمام فرَّق بيني وبينه لكي يتزوجني ، مع أنه يعلم الله أن هذا الرجل لم تظهر منه أي علامة تدل على هذا ، ولكنني شعرت أنه سيكون زوجاً مناسباً لي ؛ لما فيه من تقى ، وإيمان ، ولأنني أظن أنه سيعينني على التمسك بديني أكثر ، مع أنني إلى الآن لا أعلم ما إذا كان سيقبلني زوجة أم لا . فما هي نصيحتكم ، هل أطلب منه الزواج والحالة هذه ؟ ومن سيكون وليي في هذه الحالة ؛ لأن كل أسرتي مسيحيون ، ليس هذا فحسب ، بل إنهم يسخرون مني أنني اعتنقت الإسلام ، فكيف سيكون الأمر ما لو إذا علموا أنني سأتزوج رجلاً متزوجاً أصلاً ، وإن كان لديكم مقترح بزواج آخر : فانصحوني ، ولا تنسوني من صالح دعائكم ، وجزاكم الله خيراً .
الحمد لله.
أولاً:
نسأل الله تعالى أن يثبت قلبكِ على الإسلام ، وأن يهديك لأحسن الأعمال ، والأقوال ،
وأن ييسر لك الخير ، وأن يرزقك زوجاً صالحاً يعينك على الثبات على دينه .
ثانياً:
لا
حرج على المرأة أن تطلب الزواج من رجل صالح يعينها على أمور دينها ، وقد بينا ذلك
في جواب السؤال رقم (
20916 ) .
إلا
أننا ننصحك بعدم طلب ذلك من هذا الإمام ، وذلك لسببين :
1.
حفظاً لكرامة هذا الإمام بين الناس ، وكرامتك ؛ لأن زوجك الأول قد أشاع أنه السبب
في الفرقة بينه وبينك ، وزواجك به سيؤكد هذه الإشاعة ، ويثبتها ، مما يُلحق بكما
الأذى .
2.
ما قد يلحق بزواجك من فشل أو مشكلات ، في حال وصول خبر زواجكما للسلطات في بلدكم ،
وقد يكون المخبر لها هو زوجك الأول انتقاماً منك ، وينبغي للمسلم أن لا يتسبب في
حصول الضرر لا لنفسه ، ولا لغيره .
لذا
فإننا ننصحك بالابتعاد عن التفكير في هذا الإمام زوجاً لك ، وما تعرفينه عنه من
صفات حسنة فإنها قد توجد في غيره ، وقد تكون أكثر ، ولعل الله أن ييسر لك زوجاً
صالحاً خيراً منه عاجلاً غير آجل .
ويمكنك أن تطلبي منه مساعدتك في البحث عن زوج مناسب لكِ .
وإذا يسَّر الله لك زوجاً صالحاً : فإنه لا بدَّ في النكاح من ولي لك ، وبما أنه
ليس من أهلك من هو مسلم : فإن الولاية لا تكون في أحدٍ منهم ، بل يكون وليُّك هو
إمام المركز الإسلامي ، أو غيره من المسلمين الذين لهم وجاهة في المجتمع ، ومعروفون
بالدين والأمانة والعقل ،
ولا
حرج أن يتولى هذا الإمام إجراء العقد لك .
قال
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"وإذا تعذر مَن له ولاية النكاح : انتقلت الولاية إلى أصلح من يوجد ، ممن له نوع
ولاية في غير النكاح ، كرئيس القرية وأمير القافلة ، ونحوه" انتهى .
"
الاختيارات الفقهية " ( ص 530 ) .
وانظري جواب السؤال رقم : (
389 ) .
ونوصيك بالصبر على سخرية أهلك منك بسبب إسلامك ، ولا تيأسي من دعوتهم للخير الذي
يسَّره الله لك ، وداومي على الدعاء لهم بالهداية ، فلعل الله أن يستجيب دعاءك ،
ويهديهم إلى الحق الذي هداك إليه .
والله أعلم