الحمد لله.
أولاً:
نسأل الله تعالى أن يثبت قلبكِ على الإسلام ، وأن يهديك لأحسن الأعمال ، والأقوال ، وأن ييسر لك الخير ، وأن يرزقك زوجاً صالحاً يعينك على الثبات على دينه .
ثانياً:
لا حرج على المرأة أن تطلب الزواج من رجل صالح يعينها على أمور دينها ، وقد بينا ذلك في جواب السؤال رقم ( 20916 ) .
إلا أننا ننصحك بعدم طلب ذلك من هذا الإمام ، وذلك لسببين :
1. حفظاً لكرامة هذا الإمام بين الناس ، وكرامتك ؛ لأن زوجك الأول قد أشاع أنه السبب في الفرقة بينه وبينك ، وزواجك به سيؤكد هذه الإشاعة ، ويثبتها ، مما يُلحق بكما الأذى .
2. ما قد يلحق بزواجك من فشل أو مشكلات ، في حال وصول خبر زواجكما للسلطات في بلدكم ، وقد يكون المخبر لها هو زوجك الأول انتقاماً منك ، وينبغي للمسلم أن لا يتسبب في حصول الضرر لا لنفسه ، ولا لغيره .
لذا فإننا ننصحك بالابتعاد عن التفكير في هذا الإمام زوجاً لك ، وما تعرفينه عنه من صفات حسنة فإنها قد توجد في غيره ، وقد تكون أكثر ، ولعل الله أن ييسر لك زوجاً صالحاً خيراً منه عاجلاً غير آجل .
ويمكنك أن تطلبي منه مساعدتك في البحث عن زوج مناسب لكِ .
وإذا يسَّر الله لك زوجاً صالحاً : فإنه لا بدَّ في النكاح من ولي لك ، وبما أنه ليس من أهلك من هو مسلم : فإن الولاية لا تكون في أحدٍ منهم ، بل يكون وليُّك هو إمام المركز الإسلامي ، أو غيره من المسلمين الذين لهم وجاهة في المجتمع ، ومعروفون بالدين والأمانة والعقل ،
ولا حرج أن يتولى هذا الإمام إجراء العقد لك .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"وإذا تعذر مَن له ولاية النكاح : انتقلت الولاية إلى أصلح من يوجد ، ممن له نوع ولاية في غير النكاح ، كرئيس القرية وأمير القافلة ، ونحوه" انتهى .
" الاختيارات الفقهية " ( ص 530 ) .
وانظري جواب السؤال رقم : ( 389 ) .
ونوصيك بالصبر على سخرية أهلك منك بسبب إسلامك ، ولا تيأسي من دعوتهم للخير الذي يسَّره الله لك ، وداومي على الدعاء لهم بالهداية ، فلعل الله أن يستجيب دعاءك ، ويهديهم إلى الحق الذي هداك إليه .
والله أعلم
تعليق