الحمد لله.
لا يجوز للموظف أن يخرج من عمله قبل نهاية وقت الدوام الرسمي ، لأن الراتب الذي يتقاضاه من الدولة هو مقابل بقائه في العمل المدة المتفق عليها ، سواء كان هناك عمل أم لم يكن .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : النظام الذي هو الدوام الرسمي للدولة تجد البعض يأتي متأخراً نصف ساعة أو ينصرف من العمل قبل انتهاء الدوام بنصف ساعة ، وأحياناً يتأخر ساعة أو أكثر، فما الحكم في ذلك ؟
فأجاب : " الظاهر أن هذا لا يحتاج إلى جواب ؛ لأن العوض يجب أن يكون في مقابل المعوض ، فكما أن الموظف لا يرضى أن تنقص الدولة من راتبه شيئاً ، فكذلك يجب ألا ينقص من حق الدولة شيئاً ، فلا يجوز للإنسان أن يتأخر عن الدوام الرسمي ، ولا أن يتقدم قبل انتهائه .
السائل : ولكن البعض يتحجج أنه لا يوجد عمل أصلاً ؛ لأن العمل قليل ؟
فأجاب الشيخ : المهم أنت مربوط بزمن لا بعمل ، يعني : قيل لك : هذا الراتب على أن تحضر من كذا إلى كذا ، سواء كان هناك عمل ، أو لم يكن هناك عمل ، فما دامت المكافأة مربوطة بزمن ، فلا بد أن يستوفى هذا الزمن ، يعني : أن يوفي هذا الزمن ، وإلا كان أكلنا لما لم نحضر فيه باطلاً " انتهى .
"لقاء الباب المفتوح" (9/14) .
وسئل الشيخ ابن جبرين رحمه الله : هل يجوز للعامل أن يخرج وقت دوامه بصفة دورية بحجة أنه لا يوجد عمل يؤديه , برغم أن راتبه كبير نسبة للعمل القليل الذي يؤديه ؟
فأجاب :
" لا يخرج الموظف من مقر عمله حتى ينتهي وقت الدوام ولو كان فارغاً وسواء كان راتبه كثيراً أو قليلاً , لكن إن عرض له عارض وحدث له أمر يضطره إلى الخروج كمرض أو شغل ضروري لا يجد من الخروج له بداً فله ذلك ثم يرجع بعد انتهائه من شغله ؛ وذلك لأن وقته مملوك عليه للدولة أو للشركة التي يعمل فيها ، إلا إن كان عمله ميداناً محدداً فله أن ينهى ذلك العمل المحدد ثم يذهب حيث يشاء " انتهى .
"فتاوى مهمة لموظفي الأمة" (ص 60) .
وعلى هذا ، فيكون الوقت الذي خرجته قبل نهاية الدوام لا يحل لك أخذ ما يقابله من الراتب ، لأنك لم تلتزم بما اتفقت مع الدولة عليه .
وأما تصفح بعض المواقع المفيدة عبر الإنترنت أو قراءة الصحف ، فإن كان ذلك بعد إنهائك الأعمال المطلوبة منك ، وكان استعمالك للأجهزة لا يعطل العمل فلا حرج من ذلك .
ولمزيد الفائدة انظر جواب السؤال : (126121) .
والله أعلم