الحمد لله.
أولا :
النصيب : هو الحظّ من كلّ شيء .
ينظر : الصّحاح (1/225) ، ولسان العرب (1/761) مادة نصب .
والِكْفل : هو الحظّ والضِّعف من الأجر والإثم ، ويأتي بمعنى المثل ، وفي التنزيل : ( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِه ) الحديد/ 28 ، قيل : معناه ضعفين ، وقيل : مثلين .
ينظر : تهذيب اللّغة (10/250) ، ولسان العرب (11/589) مادة كفل .
فالنصيب والكفل بمعنى واحد ، كما سبق عند أهل اللّغة .
وقد فرّق بعض أهل العلم بينهما في الاستعمال في هذه الآية الكريمة بما يأتي :
1- أنّ الكفل يستعمل في الشّدّة وفي الشّيء الرديء . قال القاسمي رحمه الله : " نكتة اختيار النصيب في ( الحسنة ) والكفل في ( السيئة ) : ما أشرنا إليه ، وذلك أن النصيب يشمل الزيادة ، لأن جزاء الحسنات يضاعف ، وأما الكفل فأصله المَرْكَب الصَّعب ، ثم استعير للمِثل المُساوي ، فلذا اختير ، إشارة إلى لطفه بعباده ، إذ لم يضاعف السيئات كالحسنات . ويقال : إنه وإن كان معناه المثل ، لكنه غلب في الشر ، وندر في غيره ، كقوله تعالى : يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رّحْمَتِهِ [ الحديد : 28 ] ، فلذا خُص به السيئة ، تطرية [ أي : تحسينا للعبارة ] ، وهرباً من التكرار" انتهى . "
محاسن التأويل". وينظر : "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفاني ( ص718 ) .
2- إنّ المغايرة بينهما في الآية لكون الكفل يستعمل في الشّرّ كثيراً . قال أبو حيّان في البحر المحيط (3/322) : " وغاير في النصيب فذكره بلفظ الكفل في الشفاعة السيّئة ؛ لأنّه أكثر ما يستعمل في الشّرّ ، وإن كان قد استعمل في الخير ؛ لقوله تعالى : ( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِه ) [الحديد : 28] " .
وقال القرطبي رحمه الله (5 / 296) : " ويستعمل في النصيب من الخير والشّر، وفي كتاب الله تعالى : ( يؤتكم كفلين من رحمته ) " .
والله أعلم .