الحمد لله.
ويزيد بن
ميسرة لم ينص أحد على توثيقه ولا على تجريحه ، فحديثه غير مقبول .
قال البخاري رحمه الله :
" يزيد بن ميسرة بن حلبس ، أبو حلبس الدمشقي ، سمع أم الدرداء ، وأبا إدريس ، روى
عنه معاوية بن صالح ، وصفوان بن عمرو – ثم روى البخاري حديثه هذا - " انتهى.
" التاريخ الكبير " (8/355)
وقال ابن أبي حاتم رحمه الله :
" يزيد بن ميسرة بن حلبس ، أبو حلبس الدمشقي ، روى عن أم الدرداء عن أبي الدرداء ،
وروى عن أبي إدريس الخولاني ، روى عنه معاوية بن صالح ، سمعت أبي يقول ذلك " انتهى.
" الجرح والتعديل " (9/288)
وقال ابن حبان رحمه الله :
" يزيد بن ميسرة بن حلبس الدمشقي ، كنيته أبو يوسف ، وقد قيل أبو حلبس ، أخو يونس
بن ميسرة ، يروي عن أم الدرداء وأبي إدريس الخولاني ، روى عنه معاوية بن صالح "
انتهى.
" الثقات " (7/627)
وانظر : " تعجيل المنفعة " (1/454)، " تاريخ الإسلام " (7/505)، وهو من الوعاظ
الزهاد الذين تؤثر عنهم كلمات الحكمة ، انظر ترجمته في " حلية الأولياء "
(2/371-375)
والخلاصة : أن
هذا الحديث ضعيف لا يصح لجهالة حال أبي حلبس يزيد بن ميسرة الدمشقي ، ولذلك نقل أبو
أحمد الحاكم عن أحمد بن عُمَير بن يوسف أبا الحسن الدمشقي أنه حكم عليه بالنكارة .
كما في " الأسماء والكنى " (3/424)
وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
" ضعيف " انتهى.
" السلسلة الضعيفة " (رقم/4038)
وقال محققو مسند أحمد ـ ط ـ الرسالة : " إسناده ضعيف لجهالة حال أبي حَلْبَس يزيد
بن ميسرة " انتهى .
ثم على فرض
تصحيح الحديث ، فإن المقصود منه أن هؤلاء العباد – والمقصود بهم أمة محمد صلى الله
عليه وسلم – يشكرون الله في السراء ، ويصبرون على الضراء : محتسبين أجرهم عند الله
، باعثهم على ذلك الإخلاص لله عز وجل .
فليس باعثهم على الصبر هو الحلم الجبلي الذي قد يوجد لدى الكفار ، ولا العلم والعقل
الذي يخلو من الإيمان ، بل باعثهم على الصبر هو الرغبة فيما عند الله من الأجر
والثواب ، يرافق ذلك حلما وعلما ونورا يقذفه الله في قلوبهم جزاء أعمالهم الصالحة .
يقول الطيبي رحمه الله :
" قوله : ( ولا حلم ولا علم ) تأكيد لمفهوم : ( صبروا واحتسبوا )؛ لأن معنى
الاحتساب أن يبعثه على العمل الصالح الإخلاص وابتغاء مرضاة الرب ، لا الحلم ولا
العلم .
فحينئذ يتوجه عليه أنه : كيف يصبر ويحتسب من لا علم له ولا حلم ؟
فيقال : إذا أعطاه من حلمه ، يتحلم ويتعلم بحلم الله وعلمه " انتهى.
نقلا عن " فيض القدير " (4/644)
والله أعلم .