والدي يعاني من قلق وتوتر واكتئاب، ويستعمل علاجا من 10سنوات، ومن بداية رمضان هذه السنة يأتيه قلق بزيادة ولا ينام إلا العاشرة صباحا، ويستخدم من فتره طويلة مادة الشمّة (وهي مادة توضع داخل الفم تحت الشفة السفلية)، ويستخدمها من 25سنة، واستخدمها في رمضان هذه السنة، وكذلك العام الفائت أثناء الصيام لأنه على حد قوله تخفف عنه آلامه ومن القلق الذي لديه، فماذا يجب عليه حيال تلك الأيام التي أفطر فيها (إذا كانت تعتبر مفطرة) وتقريبا كانت 13 يوماً هذه السنة، و 5 أيام من رمضان العام وهل يطعم ؟ يا ليت تجاوبني في أسرع وقت، ودعواتك لي ولوالدي بالشفاء.
الشمة مفسدة للصوم لأنها إذا وضُعت في الفم فإنها تتحلل وتدخل منها أجزاء إلى الجوف مع الريق. ولا شك أن الدخان والنارجيلة والشمة ونحوها محرمة لأنها خبيثة كلها.
الحمد لله.
نسأل الله تعالى أن يعافيك ووالدك، وجميع المسلمين إنه جواد كريم.
الشمة هي تبغ غير محروق، وقد يخلط به مواد أخرى، ويضعها بعض الناس في أفواههم، وحكمها لا يختلف عن حكم الدخان (السجائر).
قال الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله: “لا شك أن الدخان والنارجيلة والشمة ونحوها محرمة؛ لأنها خبيثة كلها، وقد قال تعالى: يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، ولأنها مضرة بالصحة وجالبة لأمراض خبيثة تسبب الموت أو مقدماته، وقد قال تعالى: ولا تقتلوا أنفسكم، وقال: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة، ولأنها إسراف وإفساد للمال المحترم في غير فائدة، والمبذرون كانوا إخوان الشياطين، وننصح من ابتلى بشيء منها بالتوبة والإقلاع فوراً، والعزم على أن لا يعود والاستعانة بالله على تركها، والصبر أياماً قليلة حتى يتخلى عنها ويشفى من آلامها، والله الشافي.” انتهى من “فتاوى إسلامية” (3/446).
الشمة مفسدة للصوم، لأنها إذا وضُعت في الفم، فإنها تتحلل وتدخل منها أجزاء إلى الجوف مع الريق.
وقد سئل علماء اللجنة الدائمة:
ما حكم شرب مادة الشمة عامة، وما حكم من يتعاطاها في نهار رمضان خاصة، وهل هي تفطر الصائم في نهار رمضان ؟ مع العلم أن بعض سكان تهامة قحطان يستخدم الشمة في نهار رمضان ويدعون أنها لا تفطر.
فأجابوا:
“الشمة مادة خبيثة؛ لأنها مركبة من مواد خبيثة محرمة، واستعمالها من الصائم مع ما فيه من الإثم يبطل صومه كسائر استعمال المواد المفطرة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم “انتهى”. الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ… الشيخ عبد الله بن غديان… الشيخ صالح الفوزان. “فتاوى اللجنة الدائمة المجموعة الأولى” (22/142).
فعلى هذا، يلزم أباك أن يقضي ما أفطره من رمضان الماضي والذي قبله بسبب الشمة. لكن إذا كان أبوك لا يعلم أن الشمة تفطر، فصيامه صحيح؛ لأن الصائم يعذر بالجهل في المفطرات.
وينبغي أن تجتهدي في نصح والدك حتى يقلع عن تلك المادة الخبيثة، وتُعلميه بأنها لا تفيده في علاج الأرق والقلق، بل هي من أسباب الأرق وكثرة القلق، نسأل الله أن يهدي أباك ويتوب عليه.
وللفائدة ينظر في علاج الأرق والقلق هذين الجوابين: 106614، 21515.
والله أعلم.