الحمد لله.
ورواه النسائي (1299) ولفظه : جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ
إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ
عَلِّمْنِي كَلِمَاتٍ أَدْعُو بِهِنَّ فِي صَلَاتِي قَالَ : ( سَبِّحِي اللَّهَ
عَشْرًا وَاحْمَدِيهِ عَشْرًا وَكَبِّرِيهِ عَشْرًا ثُمَّ سَلِيهِ حَاجَتَكِ يَقُلْ
نَعَمْ نَعَمْ ) .
وبوّب له النسائي : " الذِّكْرُ بَعْدَ التَّشَهُّدِ "
ولكن قال السندي في حاشيته على "سنن ابن ماجه" :
"لا دلالة في الحديث على كون هذا الذكر يكون بعد التشهد" انتهى .
ورواه الترمذي أيضا (481) بنحوه ، وحسنه ، وحسنه الألباني في "صحيح الترمذي" وغيره
، ثم ضعفه في الضعيفة (3688) ونقل عن الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (1/ 85) :
عن ابن أبي حاتم عن أبيه قال : " رواه الأوزاعي عن إسحاق بن أبي طلحة ، عن أم سليم
- وهو مرسل . وهو أشبه من حديث عكرمة بن عمار " .
فهو بهذا اللفظ معلول .
ويغني عنه ما رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (107) عن أم رافع رضي الله
عنها أنها قالت : يا رسول الله ، دلني على عمل يأجرني الله عز وجل عليه . قال : (
يا أم رافع ، إذا قمت إلى الصلاة فسبحي الله عشرا ، وهلليه عشرا ، واحمديه عشرا ،
وكبريه عشرا ، واستغفريه عشرا ، فإنك إذا سبحت عشرا قال : هذا لي ، وإذا هللت قال :
هذا لي ، وإذا حمدت قال : هذا لي ، وإذا كبرت قال : هذا لي ، وإذا استغفرت قال : قد
غفرت لك )
وحسنه الحافظ في "نتائج الأفكار" (1/389-390) ، ثم ساقه من طريق ابن منده بسنده
الصحيح عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن وهب عن أم رافع أنها قالت :
يا رسول الله ! أخبرني بعمل أفتتح به صلاتي ... فذكر الحديث نحوه . راجع "سلسلة
الأحاديث الصحيحة" (3338).
وهذه الرواية تدل على أن هذا الذكر يقال في افتتاح الصلاة ، فيكون من أدعية
الاستفتاح التي تقال بعد تكبيرة الإحرام وقبل القراءة .
قد ثبت ذلك عند أبي داود (766) والنسائي (1617) وأحمد (24578) عن عائشة رضي الله
عنها أنها سئلت : بِمَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَسْتَفْتِحُ قِيَامَ اللَّيْلِ ؟ فقالت : (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَبِّرُ عَشْرًا ، وَيَحْمَدُ عَشْرًا ، وَيُسَبِّحُ عَشْرًا
، وَيُهَلِّلُ عَشْرًا ، وَيَسْتَغْفِرُ عَشْرًا ، وَيَقُولُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ
لِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ضِيقِ الْمَقَامِ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَشْرًا) وصححه الألباني في كتاب "صفة الصلاة" ص 76.
والله أعلم .