الحمد لله.
وقال النووي رحمه الله : "فرع في استحباب رفع اليدين
في الدعاء خارج الصلاة. ثم ذكر رحمه الله جملة من الأحاديث الدالة على جواز رفع
اليدين بالدعاء خارج الصلاة ... ثم قال : وفي المسألة أحاديث كثيرة غير ما ذكرته
وفيما ذكرته كفاية ، والمقصود أن يعلم أن من ادعى حصر المواضع التي وردت الأحاديث
بالرفع فيها فهو غالط غلطاً فاحشاً" انتهى من "شرح المهذب" (3/489) .
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: هل يكون الدعاء عند قبر الميت برفع اليدين؟
فأجاب : "إن رفع يديه فلا بأس؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة
رضي الله عنها : ( أنه صلى الله عليه وسلم زار القبور ورفع يديه ودعا لأهلها ) رواه
مسلم " انتهى من "مجموع الفتاوى" (13/337) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "وأما الدعاء له
بعد الدفن فقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه أبو داود : أنه كان إذا
فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: ( استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن
يسأل ) فمن رفع يديه عند الاستغفار له فلا حرج عليه، ومن لم يرفع وقال: اللهم اغفر
له، اللهم اغفر له، اللهم اغفر له، اللهم ثبته، اللهم ثبته، اللهم ثبته، وينصرف..."
انتهى من "لقاء الباب المفتوح" لقاء رقم (82) .
وسئل الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله : حكم رفع
اليدين في الدعاء للميت بعد دفنه ؟
فأجاب : "الأمر في ذلك واسع، فما نعلم شيئاً يدل على إثباته ولا على نفيه، فللإنسان
أن يرفع وله ألا يرفع. ورفع الأيدي له ثلاث حالات:
1ـ حالات جاء النص على الرفع فيها، كالدعاء بعرفة، والدعاء عند الجمرة الأولى
والجمرة الثانية، والاستسقاء.
2ـ وحالات لم يرد الرفع فيها، كالدعاء في خطبة الجمعة، فلا يرفع الإنسان يديه في
الدعاء في خطبة الجمعة، لا الخطيب ولا المأمومون؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم
يكن يرفع يديه على كثرة خطبه بالناس...
وأما المواضع الأخرى التي هي مطلقة ، فالأمر فيها واسع، فله أن يرفع، وله ألا يرفع
" انتهى من " شرح سنن أبي داود "
والله أعلم