حديث موضوع جاء فيه : ( لا حيلة في الرزق ولا شفاعة في الموت )
ما صحة حديث : ( خمسة كتبت على ساق عرش الرحمن ، لا حيلة في الرزق ، ولا شفاعة في الموت ، لا راحة في الدنيا ، لا راد لقضاء الله ، ولا سلامة من ألسنة الناس ) ؟
وجزاكم الله عني خير الجزاء .
الجواب
الحمد لله.
لم نعثر على هذا الحديث في شيء من كتب أهل العلم ، سواء في كتب التفسير أم الحديث
أم الفقه أم التاريخ ، ولذلك يغلب على ظننا أن لا أصل لهذا الحديث ، بل هو من
المختلَقات الموضوعات على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن مختلَقات القرن
الخامس عشر الهجري ، إذ لم يُعرف حتى في كتب السابقين المخصصة للأحاديث الموضوعة ،
فالغالب أن واضعه من المعاصرين ، خاصة مع انتشار الأحاديث المكذوبة في المنتديات
والمواقع الاجتماعية ، وانتشار وسائل الاتصال الحديث .
نقول هذا رغم أن المعاني الواردة في الرواية معان صحيحة ، جاء ما يشهد لها من
القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة ، ولكن ليس كل ما صح معناه جازت نسبته إلى
النبي صلى الله عليه وسلم ، وإلا جاز لكل شخص أن يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم
، ويختلق الأحاديث عليه ، ثم تكون حجته أن ما كذبه له شواهده من القرآن والسنة .
فالحق أنه لا يحل نسبة هذا الكلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، كما روى المغيرة
بن شعبة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ ، فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ
مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ )
رواه مسلم في مقدمة صحيحه (رقم/4)
وقد بوب الحافظ ابن حبان على حديث أبي هريرة بمعنى هذا الحديث بقوله :
" فصل : ذكر إيجاب دخول النار لمن نسب الشيء إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو
غير عالم بصحته " انتهى من " صحيح ابن حبان " (1/210)
والله أعلم .