الحمد لله.
لم نعثر على هذا الحديث في شيء من كتب أهل العلم ، سواء في كتب التفسير أم الحديث أم الفقه أم التاريخ ، ولذلك يغلب على ظننا أن لا أصل لهذا الحديث ، بل هو من المختلَقات الموضوعات على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن مختلَقات القرن الخامس عشر الهجري ، إذ لم يُعرف حتى في كتب السابقين المخصصة للأحاديث الموضوعة ، فالغالب أن واضعه من المعاصرين ، خاصة مع انتشار الأحاديث المكذوبة في المنتديات والمواقع الاجتماعية ، وانتشار وسائل الاتصال الحديث .
نقول هذا رغم أن المعاني الواردة في الرواية معان صحيحة ، جاء ما يشهد لها من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة ، ولكن ليس كل ما صح معناه جازت نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وإلا جاز لكل شخص أن يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويختلق الأحاديث عليه ، ثم تكون حجته أن ما كذبه له شواهده من القرآن والسنة .
فالحق أنه لا يحل نسبة هذا الكلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، كما روى المغيرة بن شعبة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ ، فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ )
رواه مسلم في مقدمة صحيحه (رقم/4)
وقد بوب الحافظ ابن حبان على حديث أبي هريرة بمعنى هذا الحديث بقوله :
" فصل : ذكر إيجاب دخول النار لمن نسب الشيء إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو غير عالم بصحته " انتهى من " صحيح ابن حبان " (1/210)
والله أعلم .
تعليق