الحمد لله.
ثانياً:
أما إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن ظهور اثني عشر خليفة بعده ، وثناؤه على
زمانهم ، فقد صحَّت بذلك الأحاديث :
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ ( إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا
يَنْقَضِي حَتَّى يَمْضِيَ فِيهِمْ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً ، قَالَ : ثُمَّ
تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ خَفِيَ عَلَيَّ ، قَالَ : فَقُلْتُ لِأَبِي : مَا قَالَ ؟
قَالَ : كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ ) رواه البخاري ( 7222 ) ومسلم - واللفظ له - (
1821 ) ، وفي لفظ عنده أيضا ( لَا يَزَالُ الْإِسْلَامُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَيْ
عَشَرَ خَلِيفَةً ) ، وفي لفظ آخر ( لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ عَزِيزًا مَنِيعًا
إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً ) ، وأما لفظ البخاري فجاء فيه : ( يَكُونُ اثْنَا
عَشَرَ أَمِيرًا - فَقَالَ كَلِمَةً لَمْ أَسْمَعْهَا فَقَالَ أَبِى : إِنَّهُ
قَالَ - كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ ) .
وقد اختلف العلماء في معنى هذا الحديث ، وفي تعيين
أولئك الأئمة أو الأمراء بالشخص أو بالصفة على وجوه كثيرة ، وليس منها ما يزعمه
الرافضة أنهم أئمتهم الاثني عشر ، وقد ذكرنا وجوه الحديث ورددنا على زعم الرافضة
بجواب مفصَّل برقم ( 146316 )
فلينظر ، فهو مفيد .
ثالثاً:
أما الخلاف بين أبي بكر الصدِّيق وفاطمة رضي الله عنهما فقد ذكرناه بتفصيله ،
ورددنا على الرافضة كذبهم بخصوص تلك الحادثة ، فانظر جواب السؤال رقم (
125876 ) يتبين لك الأمر واضحاً
جليّاً أن الرافضة أهل كذب وبهتان ، وأن أبا بكر الصدِّيق كان محقّاً في قوله وفعله
فيما جرى بينه وبين فاطمة رضي الله عنها ، ومع ذلك فتجده صاحب خلق رفيع ومنزلة
عالية يستحق بهما أن يكون خير الناس بعد الأنبياء والمرسلين .
رابعاً:
أمر الرافضة لم يعد يخفى على أهل السنَّة فقد كانوا يمارسون التقية قديماً ، وأما
الآن فإنهم أظهروا اعتقاداتهم القديمة ، وقد وثقت بالصوت والصورة في كثير منها ،
ألم تسمع بمباهلة اثنين من أقطابهم في فسق عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وفجورها
؟! ألم تر بعينك ما يفعلونه من سجود عند قبور أئمتهم وطواف حولها ؟! ألم تسمعهم
يلعنون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ؟! ألم يبلغك جرائمهم البشعة في أهل السنَّة في
العراق حتى إنهم ليقتلون الصغار والكبار ممن كان اسمه " عمَر " ؟! ألم تر تلك
المناظرات التي قام بها أهل السنَّة مع أقطابهم ليظهروا شركهم وضلالهم وبدعهم
وكذبهم وتحريفهم من كتبهم وبألسنة أئمتهم المعاصرين ؟! والكثير الكثير مما لا
يمكننا حصره في هذا الجواب في بيان سوء اعتقادهم وبطلان منهجهم ، والمرجو منك – أخي
السائل – أن تبتعد عن العاطفة وأن تفكِّر بعقلك لتحكم على أولئك بما يستحقونه ، ولم
نذكر لك إلا النزر اليسير من حالهم وإلا فالأمر أعظم مما ذكرناه بكثير ، ويمكنك
النظر – للمزيد في بيان حالهم – في أجوبة الأسئلة (
101272 ) و (
43458 ) و (
44970 ) و (
4569 ) و (
1148 ) و (
20738 ) و (
21500 ) و (
125890 ) .
وانظر في اعتقاد أهل السنَّة في أهل البيت جواب السؤال رقم (125874
) .
واستعن بالله تعالى ربك بدعائه والتضرع إليه أن يهديك
للحق وأن يبصرك بالصراط المستقيم.
والله أعلم