الحمد لله.
ثانياً:
الخاتم والأغراض والمبالغ المالية التي قدمتها في أثناء الخطبة : الأصل فيها أنها
هدايا من الخاطب لخطيبته ، بغرض إتمام أمر الزواج ، فهي من جملة ما يعرف عند
الفقهاء بـ ( هبة الثواب ) .
وقد تكون جزءاً من المهر، ويعرف ذلك بالتصريح ، أو بقرينة تدل عليه : كأن يكون
المبلغ كبيرا ، لا يقدمه مثله هدية ، أو بالعرف العام لأهل بلدهم في مثل ذلك.
وعلى كلا التقديرين : فإذا حصل الرد من قبل العروس ، أو أهلها ، أو أخلوا بما وعدوه
به ، أو اشترطه عليهم : فله الحق في فسخ خطبته ، ومطالبتهم بما دفعه لها .
قال البهوتي رحمه الله في "شرح منتهى الإرادات" (3/ 24): " وهدية زوجٍ ليست من
المهر ، نصاً ؛ فما أهداه زوج قبل عقد: إن وعدوه بأن يزوجوه ، ولم يفوا ، بأن
زوجوها غيره : رجع بها . قاله الشيخ تقي الدين. فإن كان الإعراض منه، أو ماتت فلا
رجوع له " انتهى .
وينظر : الاختيارات الفقهية ، لشيخ الإسلام ابن تيمية (222-223) .
وللاستزادة ينظر جواب سؤال رقم (149744)
، (101859) .
والنصيحة لك : إن كنت تعلم
أن الفتاة موافقة لك ، صاحبة دين وخلق ، وأن أهلها هم الذين أجبروها على ذلك ،
فاستمر في أمرك معها ، وعجل بالزواج منها ، وبعدها تستطيع أن تأمرها بما تحب من ذلك
، لكن على أن تحاول أن تتفاهم معها هي على هذا الأمر ، وأن قبولك هذا هو قبول مؤقت
لعلمك بعذرها ، ورغبتها في طاعتك ، والاستجابة لشرطك .
والله أعلم .