هل للخاطب أن يكذب على عائلتها غير المسلمين ويقول : إنه غير متزوج ؟
تعرفت في العام الماضي على أخ يلقي محاضرات في المراكز الإسلامية ، ومن خلال تلك المحاضرات والعمل الدعوي تعرفت عليه ، ويظهر عليه أنه أخ ملتزم فهو حافظ للقرآن ، يداوم على أعمال الخير بانتظام ما شاء الله ، ويعرف الله جيداً .
وهو سيتزوج هذا العام ، ثم يتقدم لزواجي العام القادم ، حين أتخرج من الدراسة الجامعية على أن أكون زوجة ثانية .
عائلتي ليسوا مسلمين فلا هم ملتزمين بمذهب الشيعة ولا ملحدين ... الخ و لأن هناك شخصان من عائلتي بالفعل تحدثا معي بشأن تعدد الزوجات ، مما جعلني أتوقع أنهم سيسألون أي خاطب يأتي عن رأيه في تعدد الزوجات ، وهل له زوجات أخرى ؟
ولقد أبلغت الرسول بيني وبين الخاطب ، كيف سيرد على سؤالهم هذا لو سألوه ؟
فلو قال : نعم ، فإنهم لن يوافقوا على الزيجة ، ولو وافق على كلامهم يكون قد وقع في الكذب .
فكان رده أنه يجوز الكذب في هذا الموقف ، للحفاظ على أواصر الأسرة من أن تتحطم .
أنا أشك في جواز الكذب في هذا الموقف >
فهل يجب علي ترك الزواج منه ؟
سأقدر لكم نصيحتكم لي .
الجواب
الحمد لله.
أولا :
إذا كان لك ولي مسلم ، تولى هو عقد نكاحك ، ولزم الخاطب أن يخبره بكونه متزوجا إن
سأله الولي عن ذلك ؛ لأن الولي له حق النظر في مصلحة موليته ، وتبصيرها بما قد لا
تدرك عواقبه.
وإذا لم يكن لك ولي مسلم من أقاربك ، زوّجك إمام المركز الإسلامي ونحوه ممن لهم
وجاهة ومكانة بين المسلمين ، ولم يكن لأقاربك سلطان عليك ، وحينئذ يقال : إذا كان
الخاطب رجلا صالحا ، وخشيت إن أخبرهم بزواجه أن يرفضوه ، فلا حرج أن يستعمل التورية
، وهي الكلام الذي يفهم منه السامع معنى غير حقيقته ، كما لو قال مثلا : لم أتزوج ،
أي قبل سنة .
وليحذر أن يقول : لست متزوجا ، أو ليس لي زوجة ، فإن هذا من طلاق الكناية عند بعض
الفقهاء ، فيقع به الطلاق ، لو نواه .
ثانيا :
ينبغي أن تنظري في عاقبة الأمر لو علم أهلك أنه متزوج وأنكما كذبتما عليهم ، وأثر
ذلك على نظرتهم إليك وإلى الإسلام ، وإلى زوجك الداعية ، فإن هذا قد يؤثر تأثيرا
سيئا ، فلذلك نحن لا ننصحك بالدخول في هذه الورطة التي قد لا تحمد نتائجها .
كما أننا لا نؤيد انتظارك مدة سنة لرجل لم يتزوج بعد من الأولى ، فلو تقدم إليك
خاطب كفؤ فينبغي أن تقبلي به ؛ حرصا على العفة والإحصان ، وخوفا من تغير رغبة هذا
الخاطب في الزواج منك .
وينبغي أن تعلمي أن الزوج الصالح المناسب ، وصاحب الدين ، لا يلزم أن يكون ممن يلقي
المحاضرات أو الخطب ، أو ينشط في المراكز الإسلامية والمساجد ؛ بل المطلوب أن يكون
هو دينا في نفسه ، معظما لأمر دينه ، حريصا على طاعة ربه .
وأكثري من دعاء الله تعالى بالتيسير والتوفيق والتسديد .
والله أعلم .