الحمد لله.
أولا :
إذا كان لك ولي مسلم ، تولى هو عقد نكاحك ، ولزم الخاطب أن يخبره بكونه متزوجا إن سأله الولي عن ذلك ؛ لأن الولي له حق النظر في مصلحة موليته ، وتبصيرها بما قد لا تدرك عواقبه.
وإذا لم يكن لك ولي مسلم من أقاربك ، زوّجك إمام المركز الإسلامي ونحوه ممن لهم وجاهة ومكانة بين المسلمين ، ولم يكن لأقاربك سلطان عليك ، وحينئذ يقال : إذا كان الخاطب رجلا صالحا ، وخشيت إن أخبرهم بزواجه أن يرفضوه ، فلا حرج أن يستعمل التورية ، وهي الكلام الذي يفهم منه السامع معنى غير حقيقته ، كما لو قال مثلا : لم أتزوج ، أي قبل سنة .
وليحذر أن يقول : لست متزوجا ، أو ليس لي زوجة ، فإن هذا من طلاق الكناية عند بعض الفقهاء ، فيقع به الطلاق ، لو نواه .
ثانيا :
ينبغي أن تنظري في عاقبة الأمر لو علم أهلك أنه متزوج وأنكما كذبتما عليهم ، وأثر ذلك على نظرتهم إليك وإلى الإسلام ، وإلى زوجك الداعية ، فإن هذا قد يؤثر تأثيرا سيئا ، فلذلك نحن لا ننصحك بالدخول في هذه الورطة التي قد لا تحمد نتائجها .
كما أننا لا نؤيد انتظارك مدة سنة لرجل لم يتزوج بعد من الأولى ، فلو تقدم إليك خاطب كفؤ فينبغي أن تقبلي به ؛ حرصا على العفة والإحصان ، وخوفا من تغير رغبة هذا الخاطب في الزواج منك .
وينبغي أن تعلمي أن الزوج الصالح المناسب ، وصاحب الدين ، لا يلزم أن يكون ممن يلقي المحاضرات أو الخطب ، أو ينشط في المراكز الإسلامية والمساجد ؛ بل المطلوب أن يكون هو دينا في نفسه ، معظما لأمر دينه ، حريصا على طاعة ربه .
وأكثري من دعاء الله تعالى بالتيسير والتوفيق والتسديد .
والله أعلم .
تعليق