هل يعد من الكذب على الله إذا حمد الله شخص علي شيء لم يحصل أصلا ؟
هل إذا حمد الله شخص علي شيء لم يحصل أصلا ، كان ذلك كذبا علي الله وكفرا بالله ؟
مثلا إذا قال شخص : الحمد لله قد شفيت ، أو قد نجحت ، وهذا لم يحدث ؛ فهل هذا كذب على الله عز وجل ؟
الجواب
الحمد لله.
المشروع للمؤمن أن يحمد الله على كل حال ، في السراء والضراء .
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى مَا يُحِبُّ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ ، وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ قَالَ :
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ ) رواه ابن ماجة (3803) وقال البوصيري :
إسناده صحيح ، ورجاله ثقات ، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " .
لكن ذلك لا يعني أن يخبر بالأمر على خلاف ما هو عليه ؛ فيقول : الحمد لله على
النجاح ، وهو قد رسب ، أو الحمد لله على الشفاء ، وهو ما يزال مريضا ، فهذا من
الكذب الواضح ، إلا أن يكون في نيته أمر آخر ، خلاف ما يظهر من لفظه ، فيحمد الله
على الشفاء من مرض ، وفي نيته مرض آخر سوى ما ظهر للسامع ، أو النجاح في أمر آخر
سوى ما رسب فيه .
وعلى كل حال ؛ فسواء كان معذورا أو غير معذور ، مصيبا في قوله أو مخطئا فإن هذا لا
يعد كفرا منه قطعا ؛ بل هو معصية إن كان كاذبا ؛ فالواجب عليه أن يتوب إلى الله من
كذبه ، وليس من حمد الله ، وأن يمتنع عن الكذاب مطلقا ، مع اجتهاده في ملازمة الحمد
لله على كل حال .
والله أعلم