الحمد لله.
ثانيا :
النجي ليس من أسماء الله تعالى ، ولا من صفاته ، ولعل السائل يقصد " المُنجي " ،
وهو أيضا ليس من أسماء الله ؛ لأنه لم يأت به نص شرعي ، ولكن يجوز لنا أن نخبر عن
الله تعالى بذلك ، فنقول : إن الله تعالى ينجي عباده المؤمنين من عذاب الدنيا وعذاب
الآخرة الذي يحل بالكافرين ، قال تعالى : ( ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ
آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ) يونس/ 103 .
وقال تعالى : ( وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا
مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ) هود/ 58 .
وقال تعالى : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا
مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا
جِثِيًّا ) مريم/ 71، 72 .
وقال سبحانه : ( وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ) الشعراء/ 65 .
وقال سبحانه : ( قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ
مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ
أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ ) الأنعام/ 63، 64 .
ومثل هذا في القرآن كثير ، فنصف الله تعالى بأنه ينجي المؤمنين من عذاب الدنيا
وعذاب الآخرة ، وينجي عباده من الكروب ، ونخبر عنه بأنه منجي المؤمنين ، ومنجي
المغموم من غمه ، وهكذا ؛ لكن ذلك كله لا يكون على باب التسمية له سبحانه ، أو
تعبيد الأسماء له بذلك ، فيقال : عبد المنجي ، ونحو ذلك .
راجع جواب السؤال رقم : (48964)
لمعرفة الضابط في الأسماء التي يصح إطلاقها على الله تعالى .
والله تعالى أعلم .