الحمد لله.
ثانياً :
من أسماء الله عز وجل ما لا يطلق عليه إلا مقترناً بمقابله ، فإذا أطلق وحده أوهم
نقصاً ، وقد سبق بيان هذا في إجابة السؤال رقم : (20476)
.
قال ابن القيم رحمه الله :
" من أسمائه سبحانه : الأسماء المزدوجة ، كالمعز المذل ، والخافض الرافع ، والقابض
الباسط ، والمعطي المانع ، ومن صفاته الصفات المتقابلة : كالرضا والسخط ، والحب
والبغض ، والعفو والانتقام " انتهى من "شفاء العليل" (ص: 219) .
وقال أيضا :
" فهذه الأسماء المزدوجة تجري الأسماء منها مجرى الاسم الواحد الذي يمتنع فصل بعض
حروفه عن بعض ، فهي وإن تعددت جاريةٌ مجرى الاسم الواحد ؛ ولذلك لم تجيء مفردةً ،
ولم تُطلق عليه إلا مقترنة ، فاعلمه .
فلو قلت: يا مذل ، يا ضار ، يا مانع ، وأخبرت بذلك لم تكن مثنياً عليه ، ولا حامداً
له حتى تذكر مقابلها " انتهى من "بدائع الفوائد" (1/ 167) .
والذي يظهر : أن ما أوهم انفراده من هذه الأسماء ما لا يليق بالله يشترط فيه
الازدواج ، كالضار والمانع والقابض ، وما لا يوهم انفراده ذلك ، فلا حرج في إطلاقه
منفرداً ، كالمعطي والباسط ، وأن تمام الكمال في ازدواج الأسماء المتقابلة مطلقاً .
فمن الأسماء المزدوجة مثلاً [ المعطي ، المانع ] ومع ذلك فقد ثبت في الحديث عن
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : ( وَاللَّهُ الْمُعْطِي ،
وَأَنَا الْقَاسِمُ ) رواه البخاري (2884) ، ومسلم
(1721) – واللفظ للبخاري ، فذكر اسم " المعطي " ولم يذكر مقابله " المانع ".
وعليه :
فلا حرج من قول الإنسان " يا باسط " ؛ لأنه من الأسماء الثابتة لله ، وتقال مقرونة
، ومفردة ، وإن كان الأحسن أن لا يقوله إلا مقروناً باسم القابض ، كما ورد في
الحديث .
والله أعلم .