قلّد صوت المؤذن في رمضان فأفطر أهل البيت ، ثم ندم ، فماذا عليه ؟
ارتكبت في رمضان الماضي خطأً عظيماً، فقد قمت بتقليد المؤذن قبل صلاة المغرب في البيت ، فأذّنت ، فأفطرت أمّي وخالي ظناً منهما أن ذلك صوت الآذان الحقيقي ، ثم توقفا بعد أن أعلمتهما بحقيقة الأمر.
لقد ندمت كثيراً على ما فعلت .
وأريد الآن معرفة ما هو الواجب علي ؟
هل أصوم ستين يوماً عن كل واحد منهما؟
وهل يجوز لي تأجيل صيام إحدى هاتين الستين الى ما بعد رمضان القادم ؟
الجواب
الحمد لله.
لم تصب فيما قمت به من تقليد صوت المؤذن في وقت يتربص فيه الناس الأذان ليفطروا ،
وكان عليك أن تقدر حساسية الوقت بالنسبة للصائمين .
فإن كنت فعلت هذا عن غير قصد العبث بشعيرة الأذان أو الصوم ، ومن غير قصد التغرير
بالصائمين : فلا شيء عليك ، لكن عليك أن تتعلم من ذلك الدرس : كيف تقدر الحال
الملائمة لتصرفاتك ، وأن للجد وقتا ، لا يناسبه أن تضع فيه شيئا من العبث أو اللعب
.
وإن كنت فعلته تغريرا بهم ليفطروا فعليك التوبة والاستغفار مما فعلت والندم على ما
وقع منك، ولا يلزمك كفارة لا صيام شهرين متتابعين ولا غير ذلك .
أما بالنسبة لأمك وخالك فلا إثم عليهما ، لأنهما أفطرا ظنا منهما أن وقت المغرب قد
دخل ،
ولكن هل يلزمهما قضاء ذلك اليوم أم لا ؟ فيه خلاف بين العلماء رحمهم الله : فذهب
الجمهور إلى أنه يلزمه قضاء ذلك اليوم .
واختار بعض أهل العلم أنه لا يلزمه قضاؤه ، والأصل براءة ذمته ، ولم يرد في الشرع
ما يلزمه بقضاء مثل ذلك ، مع وقوع نحو من هذه الحادثة على عهده صلى الله عليه وسلم
.
وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ، وبه يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله .
لكن : لو احتاط لأمر عبادته ، وخرج من خلاف العلماء المعتبر في مثل ذلك ، وقضى ذلك
اليوم : فهو أحسن ، ولا سيما أن قضاء يوم أمر يسير ، ليس شاقا عليهم ، عادة .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" إذا شرب يظن الغروب ، ثم بانت الشمس فإنه يقضي ذلك على الصحيح عند جمهور أهل
العلم ، وهذا هو الأحوط ، وبعض أهل العلم لا يراه يقضي ؛ لأنه معذور لم يتعمد ،
ولكن الأقرب والأظهر أنه يقضي ." .
انتهى من "فتاوى نور على الدرب لابن باز" – جمع الشويعر (16/ 267 ) .
وينظر إجابة السؤال رقم : (38543)
، وإجابة السؤال رقم : (66155)
.
والله أعلم .