الحمد لله.
والسدي هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة أبو محمد القرشي مولاهم الكوفي
الأعور ، وهو السدي الكبير ، وثقه أحمد والعجلي وابن حبان ، وقال أبو زرعة: " لين"
، وقال أبو حاتم : "يكتب حديثه ولا يحتج به" ، وقال النسائي في الكنى: "صالح" ،
وقال في موضع آخر: "ليس به بأس" ، وقال ابن عدي: " له أحاديث يرويها عن عدة شيوخ ،
وهو عندي مستقيم الحديث صدوق لا بأس به"
وقال حسين بن واقد: "سمعت من السدي فأقمت حتى سمعته يتناول أبا بكر وعمر ، فلم أعد
إليه" وقال العقيلي: "ضعيف وكان يتناول الشيخين" وقال الساجي: "صدوق فيه نظر" وقال
الطبري: " لا يحتج بحديثه ".
"تهذيب التهذيب" (1/ 313-314) .
وقال الذهبي :
" رمى السدي بالتشيع " انتهى من "ميزان الاعتدال" (1/ 237) .
ويعقوب بن المغيرة ، لا نعلم له راويا غير السدي ، وقد وثقه العجلي وحده ، والعجلي
متساهل في التوثيق ، قال الشيخ المعلمي رحمه الله في تعليقه على "الفوائد المجموعة"
(ص 282):
" وأما ابن حبان فقاعدته معروفة ، والعجلي مثله، أو أشد تسهلاً في توثيق التابعي ،
كما يعلم بالاستقراء " انتهى .
وقال أيضا (ص 485) :
" العجلي متسمح جداً، وخاصة في التابعين، فكأنهم كلهم عنده ثقات ، فتجده يقول "
تابعي ثقة " في المجاهيل ، وفي بعض المذمومين ، كعمر بن سعد ، وفي بعض الهلكى كأصبغ
بن نباتة " انتهى .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
" العجلي متساهل في التوثيق ، كما هو معروف " .
انتهى بمعناه من "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (13/ 624) .
وعلى ذلك : فالذي يظهر من حال الإسناد المذكور : الضعف ، والقول بتحسينه فيه نظر
بين ؛ لما مر من حال يعقوب بن المغيرة ، وخاصة راويه عنه : هو السدي ، وقد مر ما
فيه .
ثالثا :
لا يقال : " هناك أمراض ، الشفاء منها بيد الله ثم زوجتك " لأن الشفاء لا يكون إلا
بالله وحده لأنه هو الشافي وحده سبحانه ، فروى البخاري (5742) عَنْ عَبْدِ
العَزِيزِ بن صهيب قَالَ: " دَخَلْتُ أَنَا وَثَابِتٌ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ،
فَقَالَ ثَابِتٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، اشْتَكَيْتُ ، فَقَالَ أَنَسٌ: أَلاَ
أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ:
بَلَى، قَالَ: ( اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ ، مُذْهِبَ البَاسِ ، اشْفِ أَنْتَ
الشَّافِي، لاَ شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا) .
فقوله ( أنت الشافي ) ، وقوله ( لا شافي إلا أنت ) يدل على أن أحدا لا يشفي أحدا
إنما الشفاء بيد الله وحده ، قال القاري رحمه الله :
" قَالَ الطِّيبِيُّ : قَوْلُهُ : (لَا شِفَاءَ) خَرَجَ مَخْرَجَ الْحَصْرِ
تَأْكِيدًا لِقَوْلِهِ : ( أَنْتَ الشَّافِي ) ; لِأَنَّ خَبَرَ الْمُبْتَدَأِ
إِذَا كَانَ مُعَرَّفًا بِاللَّامِ أَفَادَ الْحَصْرَ ; لِأَنَّ تَدْبِيرَ
الطَّبِيبِ، وَدَفْعِ الدَّوَاءِ لَا يَنْجَعُ فِي الْمَرِيضِ إِذَا لَمْ يُقَدِّرِ
اللَّهُ الشِّفَاءَ " .
انتهى من "مرقاة المفاتيح" (3/ 1124) .
فالله تعالى هو الشافي ، بيده وحده الشفاء ، فلا يقال : قد يكون الشفاء بيد الله ثم
زوجتك .
والله تعالى أعلم .