الحمد لله.
ولما اشتهر هذا اللقب عند
الشيعة خاصة ، وتفردوا به عن أهل السنة : قوي جانب المنع منه .
وينظر جواب السؤال رقم : (141081)
، ورقم : (134505) .
رابعا :
التسمية بـــ " روح الله " غير مشروعة أيضا ؛ لأن روح الله هو جبريل عليه السلام ،
كما قال تعالى : ( فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا
سَوِيًّا ) مريم/ 17 .
قَالَ مُجَاهِدٌ وَالضَّحَّاكُ وقَتَادَةُ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَوَهْبُ بْنُ
مُنَبِّهٍ والسُّدِّيُّ : " يعني جبرائيل عَلَيْهِ السَّلَامُ " قال ابن كثير : "
وَهَذَا الَّذِي قَالُوهُ هُوَ ظَاهِرُ الْقُرْآنِ " انتهى من"تفسير ابن كثير" (5/
194) .
ويراد به أيضا عيسى عليه السلام ، كما قال تعالى : ( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى
ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ
مِنْهُ ) النساء/ 171 .
وفي حديث الشفاعة : ( ... وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ
وَرُوحَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ ... ) رواه البخاري (7440) ، ومسلم (193) .
قال ابن القيم رحمه الله :
" الرّوح الَّذِي نفخ فِي مَرْيَم : هُوَ الرّوح الْمُضَاف إِلَى الله ، الَّذِي
اختصه لنَفسِهِ وأضافه إِلَيْهِ ، وَهُوَ روح خَاص من بَين سَائِر الْأَرْوَاح ،
وَلَيْسَ بِالْملكِ الْمُوكل بالنفخ فِي بطُون الْحَوَامِل من الْمُؤمنِينَ
وَالْكفَّار ؛ فَإِن الله سُبْحَانَهُ وكل بالرحم ملكا ينْفخ الرّوح فِي الْجَنِين
، فَيكْتب رزق الْمَوْلُود وأجله وَعَمله وشقاوته وسعادته ؛ وَأما هَذَا الرّوح
الْمُرْسل إِلَى مَرْيَم : فَهُوَ روح الله الَّذِي اصطفاه من الْأَرْوَاح لنَفسِهِ
؛ فَكَانَ لِمَرْيَم بِمَنْزِلَة الْأَب لسَائِر النَّوْع ، فإن نفخته لما دخلت فِي
فرجهَا : كَانَ ذَلِك بِمَنْزِلَة لقاح الذّكر للْأُنْثَى ، من غير أَن يكون
هُنَاكَ وَطْء " انتهى من"الروح" (155) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"وَسَمَّاهُ رُوحَهُ ، لِأَنَّهُ خَلَقَهُ مِنْ نَفْخِ رُوحِ الْقُدُسِ فِي أُمِّهِ
، لَمْ يَخْلُقْهُ كَمَا خَلَقَ غَيْرَهُ مِنْ أَبٍ آدَمِيٍّ ." انتهى من "الجواب
الصحيح" (3/302) .
وإنما سمي الملك ، والنبي
بذلك الاسم ، دون غيرهم من الخلق : تشريفا لهم وتكريما ، وهي خصوصية لهما ، فليس
ذلك لأحد ، إلا من سماه الله به .
قال ابن حزم رحمه الله :
"كل روح : فَهُوَ روح الله تَعَالَى ، على الْمِلك ؛ لَكِن إِذا قُلْنَا : روح الله
، على الْإِطْلَاق : يَعْنِي بذلك جِبْرِيل ، أَو عِيسَى عَلَيْهِما السَّلَام ،
كَانَ ذَلِك فَضِيلَة عَظِيمَة لَهما " .
انتهى من "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (3/9) .
راجع للفائدة جواب السؤال
رقم : (14403) .
وراجع جواب السؤال رقم : (1692)
لمعرفة الأسماء المحرمة والمكروهة في الشرع .
وراجع جواب السؤال رقم : (7180)
لمعرفة آداب تسمية الأبناء .
والله تعالى أعلم .