الحمد لله.
ثانيا :
إذا قام شخص برقية آخر : فإما أن يكون الراقي قد فعل ذلك من تلقاء نفسه ، دون أن
يطلب صاحبه الرقية منه ، فهذا لا كراهة فيه بالنسبة للراقي أو المرقي ، بل الراقي
مندوب إلى أن يفعل ذلك ، وينفع أخاه ، وهو من باب الإحسان المشروع .
وإما أن يكون الراقي قد فعل
ذلك بطلب من المريض ، أو المرقي ؛ فهذا مكروه للمسترقي ؛ لأنه ينافي كمال التوكل
على الله ، فمن كمال التوكل أن لا يسأل المسلم الناس شيئا .
ومن فعل ذلك لم يدخل ضمن السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب .
راجع لبيان ذلك إجابة السؤال رقم : (139092)
.
وقال ابن عثيمين رحمه الله :
" الإنسان إذا أتاه من يرقيه ولم يمنعه ؛ فإنه لا ينافي قوله: ( ولا يسترقون ) ؛
لأن هناك ثلاث مراتب :
المرتبة الأولى : أن يطلب من يرقيه ، وهذا قد فاته الكمال.
المرتبة الثانية: أن لا يمنع من يرقيه ، وهذا لم يفته الكمال؛ لأنه لم يسترق ولم
يطلب.
المرتبة الثالثة : أن يمنع من يرقيه , وهذا خلاف السنة ؛ فإن النبي صلى الله عليه
وسلم لم يمنع عائشة أن ترقيه ، وكذلك الصحابة لم يمنعوا أحدا أن يرقيهم ؛ لأن هذا
لا يؤثر في التوكل " انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (9/ 99) .
ثالثاً :
من استقام على دين الله وأدى ما فرضه الله عليه ، وترك ما نهاه الله عنه ، ثم احتاج
إلى الاسترقاء ولم يكن هناك دواء غيره : شرع له أن يسترقي ، ويرجى ألا يمنعه ذلك من
أن يكون ممن يدخل الجنة بغير حساب .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" السبعون ألفا هم الذين استقاموا على دين الله ، وتركوا محارم الله ، وأدوا ما
أوجب الله ، ومن صفاتهم الطيبة: عدم الاسترقاء ، ولكن الاسترقاء لا يمنع كونه من
السبعين ألفا ، والاسترقاء: طلب الرقية ، وإذا دعت الحاجة إلى هذا فلا بأس ، النبي
صلى الله عليه وسلم أمر عائشة أن تسترقي ، وأمر أم أولاد جعفر أن تسترقي لأولادها ،
فلا حرج في ذلك .
وإذا دعت الحاجة إلى الكي فلا بأس أن يكتوي ، لكن تركه أفضل ، إذا تيسر غيره "
انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (1/76) .
وللاستزادة : راجع إجابة
السؤال رقم (125543) .
والله أعلم .