مسنة بها سلس البول كيف تصلي ؟
جدتي مسنة ، وهناك مشكلة عندها تحزنها جدا ؛ فهي ما إن تتوضأ وتبدأ في الصلاة بعد ركعة واحدة ينزل منها ماء بول رغم عنها ولا تستطيع التحكم في ذلك ، فتعود لتغسل ما أصابها وتتوضأ مرة أخرى بمساعدة أحد أحفادها ، ثم تتكرر نفس العملية مرة أخرى ، وهكذا ومع برودة الجو وكبر السن يشق هذا الأمر عليها ، فتصلى على حالها ، ولكنها حزينة جدا ؛ لأنها لا تدرى هل صلاتها صحيحة أم لا ؟ ولا تدرى ما العمل ؟
والبول ينزل في منتصف الصلاة ، وعند إعادة الوضوء والتطهر ينزل مرة أخرى وهكذا
، وهذا يشق على جدتي فهل تعامل كمن به سلس بول ، ولا يلزمها طهارة الثياب كل مرة وتستمر في وضوئها وصلاتها حتى بعد نزول ذلك منها أم ماذا تفعل ؟
الجواب
الحمد لله.
لا يلزمها إعادة الوضوء ولا الصلاة ، فحيث إنها لا تتحكم في نزول البول ، فإنها
مصابة بسلس البول ، والمصاب بسلس البول يغسل الموضع جيدا ، ويتحفظ على الموضع بخرقة
حتى لا ينزل منه البول على ملابسه أو محل صلاته قدر الإمكان ، ويلبس ثيابا طاهرة ،
ويتوضأ لكل صلاة إذا دخل وقتها ، ولا يتوضأ قبل دخول الوقت ، ثم يصلي ، فإن نزل منه
بول بعد وضوئه أو أثناء صلاته رغما عنه : فلا شيء عليه ، وطهارته وصلاته صحيحة ،
ولا تجب عليه الإعادة .
أما الثياب : فإن كان أصابها البول فأمكن تطهيرها أو تغييرها بلا مشقة فإنها تطهر
أو تغير ، فإن تعذر ذلك وشق ، فلا حرج في الصلاة بها .
قال الدردير المالكي رحمه الله :
" (وَعُفِيَ عَمَّا يَعْسُرُ كَسَلَسٍ لازم) يُعْفَى عَنْ كُلِّ مَا يَعْسُرُ
التَّحَرُّزُ عَنْهُ مِنْ النَّجَاسَاتِ بِالنِّسْبَةِ لِلصَّلَاةِ وَدُخُولِ
الْمَسْجِدِ " انتهى
.انظر : " حاشية الصاوي على الشرح الصغير" (1/ 71) .
وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
" إذا كان المريض مصابا بسلس البول ، ولم يبرأ بمعالجته فعليه أن يستنجي ويتوضأ لكل
صلاة بعد دخول وقتها، ويغسل ما يصيب بدنه وثوبه ، أو يجعل للصلاة ثوبا طاهرا إن لم
يشق عليه جعل الثوب الطاهر للصلاة ، وإلا عفي عنه، ويحتاط لنفسه احتياطا يمنع
انتشار البول في ثوبه أو جسمه أو مكان صلاته بوضع حافظ على رأس الذكر " .
انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة " (24/ 408).
راجع إجابة السؤال رقم :(39494) .
والله تعالى أعلم .