الحمد لله.
تعطر المرأة عند محارمها أو في بيتها ، لا حرج فيه ، ويستدل على جواز التعطر أمام
المحارم ، بقوله تعالى : ( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ
أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء
بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي
أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ .. الآية ) النور / 31 .
ولا شك أن من الزينة التطيب .
وينظر : " تفسير ابن كثير " رحمه الله (6/ 45-49) .
إنما الممنوع أن تتعطر المرأة حال خروجها من البيت ، إذا كانت ستمر برجال أجانب ؛
لما روى النسائي (5126) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ ، فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ
لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا ، فَهِيَ زَانِيَةٌ ) ، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله
في " صحيح سنن النسائي " .
فالتحريم خاص بحال الخروج من
البيت لمن تعطرت ، كما دل عليه الحديث .
وأما من تطيبت في بيتها ، ثم
دخل أجنبي ، فوجد رائحة الطيب في البيت ، فلا شيء عليها في ذلك ؛ وذلك لأن النهي
إنما جاء في حق من خرجت من بيتها متعطرة – كما سبق - ، ولأن المرأة مأذون لها في
وضع الطيب في بيتها ، والبيوت لا تخلو من زائر أو ضيف .
لكن : لا يحل لها أن تخالط
الأجنبي ، فيشم ريح الطيب منها ، بل تعتزل مكانه ، ولا تخالطه .
فإن دعت الحاجة إلى أن تكون في المكان الذي يوجد فيه ، فالواجب عليها أن تزيل أثر
الطيب ، قبل أن تدخل عليه ، أو يدخل هو عليها .
وينظر للفائدة جواب السؤال
رقم : (102329) ، والسؤال رقم : (9105)
.
والله أعلم .