الحمد لله.
وقد صدق الشاعر أحمد شوقي :
نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء
وأنت تعلم ماذا سيكون بعد اللقاء .
وكثير من الشباب يقول : أنا
أثق في نفسي ولست مثل فلان ، وكثير من الفتيات تقول : أنا أثق في نفسي ولست مثل
فلانة ، وأثق في صديقي وأنه ليس كسائر الشباب ، وكل ذلك من خداع الشيطان .
ثم يفيقان كلاهما بعد وقوع الكارثة فيتبين لهما أنهما كانا كسائر الناس ، وهذه فطرة
الناس وغريزتهم إذا تراسل شاب وفتاة ثم اجتمعا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (
لا يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا) رواه
الترمذي (2165) ، وصححه الألباني في " التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان " .
إننا نخاطبك بهذا لأنك ذكرت
أنك ملتزم بصلاتك وتحافظ على علاقتك بالله ، فاستحضر اطلاع الله عليك وأنك تعصيه
بكلامك ولقائك مع هذه الفتاة ، واستحضر حضور الشيطان معكما وأنتما خاليان .
ثم تفكر لو أن ابنتك أو أختك فعلت هذا ( مع شاب تثق فيه هي الأخرى ) ماذا سيكون
جوابك لها وموقفك منها ؟ هل سترضى هذا لابنتك ؟ وتقوم بإيصالها إلى هذا الشاب لأن
بينها وبينه موعدا ؟ أو ستتصل أنت به هاتفيا ثم تعطيها الهاتف وتنصرف لتأخذ حريتها
في الكلام مع ذلك الشاب الذي تثق فيه ؟!
إنك تسألنا عن شيء لا نظن أنك تقره ، أو أنك تظن أنه ليس بحرام ، ولكن الشيطان يخدع
الإنسان ، وكذلك نفس الإنسان الأمارة بالسوء تخدعه ، مع موافقة ذلك لطبيعة الإنسان
وغريزته وموافقة هواه ، فيجتمع كل ذلك على الإنسان ليوجد بعض المبررات لما يفعل من
الحرام ويتمادى معها ، وينتقل كل يوم ويقترب خطوة مما هو أعظم من سابقه .
إنك طلبت منا أن ننصحك بما عليك فعله حتى لا تقع في معصية الله ، والنصيحة لك أن تقطع علاقتك نهائيا بهذه الفتاة ، وبذلك تكون توبتك ، فالتوبة تعني الإقلاع عن المعصية والندم عليها والعزم على عدم العودة إليها مرة أخرى ، وبالاستمرار في محادثتها أو لقائها ، فلا توبة ولا ابتعاد عن الحرام .
ثم إن أردت أن تتزوجها فلا مانع من ذلك ، على أن تسلك الطريق الصحيح لذلك ، وهو التقدم مباشرة لأهلها ، ولا يكون ذلك بالاتفاق معها بعيدا عن أهلها .
وانظر لمزيد الفائدة الفتوى
رقم : (84102) ، (84089)
.
وفقك الله تعالى .
والله أعلم .