الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

تعرف على فتاة عن طريق النت وتواعد معها على الزواج

222122

تاريخ النشر : 12-10-2014

المشاهدات : 34083

السؤال


أنا شاب ملتزم بصلاتي ومحافظ على علاقتي مع الله سبحانه وجل جلاله ، أدرس في الكلية وفي انتظار حصولي على وظيفة في الأشهر القادمة إن شاء الله ، تعرفت على فتاة عبر النت منذ ثلاث سنوات ، هي فتاة متحجبة وتصلي وتمتاز بأخلاق وتربية حسنة كما تنتمي إلى أسرة محافظة ، نتراسل ونتبادل المكالمات الهاتفية أحيانا ، أشعر بارتياح وثقة ومحبة اتجاهها فتطورت الأحاسيس إلى أن بلغت درجات الحب ، و صارحتني بأنها تبادلني نفس الشعور ، بحيث إن في هذه الفترة جلها لم يسبق أن التقينا إلا مرتان ، إلا أن وقت اللقاء كان قصيرا جدا نسبة لظروف معينة كما أنه لم يسبق أن وقعنا في فاحشة أو خطر على بالنا شيء من هذا القبيل ، بناء على كل ما سبق طلبت منها الزواج بنية قضاء بقية عمري معها ، فوافقت وأنا الآن في انتظار أن أحصل على وظيفة في المستقبل القريب إن شاء الله حتى أتقدم لخطبتها من أهلها ، فبماذا تنصحوني وما هو الواجب علي حتى لا أقع في معصية ربي ؟

الجواب

الحمد لله.


الطريقة التي تعرفت بها على هذه الفتاة ثم تواصلك معها عن طريق المراسلات ثم الهاتف ثم اللقاء كل ذلك محرم ، ويُخشَى أن يؤدي في النهاية إلى كارثة أخلاقية تدمر حياتك وحياتها .
ولا يخدعنك الشيطان بأنه لم يخطر ببالك شيء محرم ، فإن الشيطان يجر الإنسان إلى الكبائر العظام خطوة خطوة ، وأنت لو تفكرت في أمرك وأمر هذه الفتاة لوجدت أنك تسير إلى الحرام خطوة خطوة وتتبع خطوات الشيطان ، فالأمر كان في بدايته مجرد مراسلات ، ثم تطور إلى اتصال هاتفي ثم تطور إلى لقاء ... ثم ماذا سيكون بعد ذلك ؟

وقد صدق الشاعر أحمد شوقي :
نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء

وأنت تعلم ماذا سيكون بعد اللقاء .

وكثير من الشباب يقول : أنا أثق في نفسي ولست مثل فلان ، وكثير من الفتيات تقول : أنا أثق في نفسي ولست مثل فلانة ، وأثق في صديقي وأنه ليس كسائر الشباب ، وكل ذلك من خداع الشيطان .
ثم يفيقان كلاهما بعد وقوع الكارثة فيتبين لهما أنهما كانا كسائر الناس ، وهذه فطرة الناس وغريزتهم إذا تراسل شاب وفتاة ثم اجتمعا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا) رواه الترمذي (2165) ، وصححه الألباني في " التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان " .

إننا نخاطبك بهذا لأنك ذكرت أنك ملتزم بصلاتك وتحافظ على علاقتك بالله ، فاستحضر اطلاع الله عليك وأنك تعصيه بكلامك ولقائك مع هذه الفتاة ، واستحضر حضور الشيطان معكما وأنتما خاليان .
ثم تفكر لو أن ابنتك أو أختك فعلت هذا ( مع شاب تثق فيه هي الأخرى ) ماذا سيكون جوابك لها وموقفك منها ؟ هل سترضى هذا لابنتك ؟ وتقوم بإيصالها إلى هذا الشاب لأن بينها وبينه موعدا ؟ أو ستتصل أنت به هاتفيا ثم تعطيها الهاتف وتنصرف لتأخذ حريتها في الكلام مع ذلك الشاب الذي تثق فيه ؟!
إنك تسألنا عن شيء لا نظن أنك تقره ، أو أنك تظن أنه ليس بحرام ، ولكن الشيطان يخدع الإنسان ، وكذلك نفس الإنسان الأمارة بالسوء تخدعه ، مع موافقة ذلك لطبيعة الإنسان وغريزته وموافقة هواه ، فيجتمع كل ذلك على الإنسان ليوجد بعض المبررات لما يفعل من الحرام ويتمادى معها ، وينتقل كل يوم ويقترب خطوة مما هو أعظم من سابقه .

إنك طلبت منا أن ننصحك بما عليك فعله حتى لا تقع في معصية الله ، والنصيحة لك أن تقطع علاقتك نهائيا بهذه الفتاة ، وبذلك تكون توبتك ، فالتوبة تعني الإقلاع عن المعصية والندم عليها والعزم على عدم العودة إليها مرة أخرى ، وبالاستمرار في محادثتها أو لقائها ، فلا توبة ولا ابتعاد عن الحرام .

ثم إن أردت أن تتزوجها فلا مانع من ذلك ، على أن تسلك الطريق الصحيح لذلك ، وهو التقدم مباشرة لأهلها ، ولا يكون ذلك بالاتفاق معها بعيدا عن أهلها .

وانظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم : (84102) ، (84089) .

وفقك الله تعالى .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب