الحمد لله.
أولا :
قبل أن نتكلم في خصوص هذه المشكلة ، نقول لك : إن الواجب عليك أن تنقذ نفسك ، وقلبك
، وعقلك ، ودينك ، وحياتك كلها ، من الاستسلام لداء الوساوس ، فإنها متى استمكنت
منك ، أفسدت عليك أمر دنياك ، وآخرتك . وها أنت قد رأيت : كيف أن الوسوسة في أمر
كهذا ، كدر عليك عيشك ، حتى تركت الصلاة ؛ فماذا بعد ترك الصلاة تنتظر ، يا عبد
الله ؟!
وخير ما تعالج به نفسك : ألا تلتفت إلى هذه الوساوس ، في شيء من أمرك دينك ، ودنياك
، صغيرا كان ذلك الشيء ، أو كبيرا ؛ فاصرف قلبك وفكرك عنها ، وأقبل على شأنك ،
كأنها لا شيء .
ثم ؛ لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله ، آناء الليل ، وآناء النهار ، في الصباح
والمساء ، وفي أدبار الصلوات ، وعند نومك ، وطعامك وشرابك ، ومدخلك ومخرجك ، وفي
شأنك كله ؛ فما حصن العبد نفسه من الشيطان ، وكيده ، ووساوسه ، بمثل ذكر الله تعالى
.
ولا مانع من أن تجمع مع ذلك العلاج الطبي ، فتذهب إلى طبيب أخصائي مؤتمن ، لتتعالج
عنده من هذه الظاهرة المرضية ؛ فالجمع بين العلاجين نافع مفيد ، إن شاء الله .
ثانيا :
لا يظهر لنا مما ذكرت أنه قد حصل منك غش ، فأمر الخطأ في النتائج النهائية ، لأجل
مشكلة في البرنامج : ممكن جدا ، ومألوف كثيرا .
والمهم أن تكون قد اتبعت الخطوات العلمية الصحيحة في بحثك .
وتتأكد براءة الذمة بعرضك المشكلة على أستاذ آخر عضو في لجنة التحكيم ، ومثل هذا كاف لبراءة الذمة ، إذا كان كل منهما معروفا بالأمانة .
ثالثا :
إذا افرضنا جدلا أن ما حصل منك كان غشا ، وكنت قد حصلت على وظيفة بعد ذلك ، ومضيت
فيها ، كما يمضي الناس في وظائفهم ؛ فقد أفتى أهل العلم أنه : إذا غش الطالب في
الامتحان ، ونجح بسبب هذا الغش ، وحصل على شهادة وعمل بتلك الشهادة ، ونجح في عمله
فلا حرج عليه في الاستمرار في وظيفته ، وأخذ راتبه ، وكل ما عليه أن يتوب من الغش
السابق ، إذا افترضنا أنه حصل .
وبذلك أفتى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ، وغيره من أهل العلم .
انظر إجابة السؤال رقم : (26123)
، ورقم : (69820) .
والله أعلم .