الحمد لله.
أولاً :
قول القائل : " بجاه ربي " إما أن يكون حلفا بجاه الله تعالى ، كأن يقول : وجاه ربي لأفعلن كذا ، أو يكون استحلافا ، كأن يقول : أسألك بجاه ربي أن تفعل كذا ، وكلاهما جائز ؛ لأنه حلف - أو استحلاف - بصفة من صفات الله تعالى ، وهي عظمته سبحانه ، إلا أن تركه أولى إذا كان في سؤال الناس .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" التوسل بجاه الله إلى الله سبحانه وتعالى كأن تقول : أسألك بجاهك العظيم ، بعلمك العظيم ، برحمتك ، بإحسانك ، بجبروتك ، بعزتك ، كله طيب ، جاهه عظمته سبحانه وتعالى .
فإذا سأل الله بذلك فلا بأس ، يقول : اللهم إني أسألك بجاهك العظيم ، بعلمك العظيم ، بقدرتك ، بعزتك ، أن تغفر لي وأن ترحمني .
أما سؤال الناس بالله ، فإن تركه أولى ، لا يسأل الناس بالله ، [و] لا بجاه الله ، لا يقول : أسألك بالله ، وبجاهه سبحانه أن تفعل كذا ، فإن ترك هذا أولى وأحوط " انتهى من " فتاوى نور على الدرب" (2/131) .
وانظر للفائدة جواب السؤال رقم : (3297) ، وجواب السؤال رقم : (191771) .
ثانياً :
قول القائل : " جاب ربي " يقصد : لولا ألطاف الله - على ما ذكره السائل من لهجتهم - : فهذا المعنى صحيح ؛ لأن قوله " ألطاف الله " مأخوذ من اسم الله " اللطيف " قال تعالى : ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) الملك/14 .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :
" الذي لطف علمه وخبره ، حتى أدرك السرائر والضمائر ، والخبايا والخفايا والغيوب ، وهو الذي يعلم السر وأخفى . ومن معاني اللطيف : أنه الذي يلطف بعبده ووليه ، فيسوق إليه البر والإحسان من حيث لا يشعر ، ويعصمه من الشر ، من حيث لا يحتسب ، ويرقيه إلى أعلى المراتب ، بأسباب لا تكون من العبد على بال ، حتى إنه يذيقه المكاره ، ليتوصل بها إلى المحاب الجليلة ، والمقامات النبيلة " انتهى من " تفسير السعدي " (ص/876) .
فقول القائل : " لولا ألطاف ربي " كقول القائل : " لولا رحمة ربي " و " لولا نعمة ربي " ، وقد قال تعالى : ( وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ) الصافات/ 57 .
فالمعنى صحيح ، لكن اللفظ غير معروف بذلك المعنى في لغة العرب ، فإن كان هذا هو المفهوم المتبادر من اللفظ في لغة السائل ، فإطلاقه سائغ لا حرج فيه .
والله أعلم .