حلفت على ترك البر ودعت على نفسها إن خالفت
حلفت أيمان مغلظة أن لا أحضر زواج أختي ، وقلت : إن حضرت أسأل الله أن أدخل جهنم جزاء لي بعدم وفائي باليمين ، فهل أحضر وأكفر لكن خائفة من الدعوة أفيدوني ؟
الجواب
الحمد لله.
بلى فاحضري زواج أختك , وكفري عن يمينك , ولا تعودي لمثل هذه الأيمان والأدعية ,
وتوبي إلى الله مما قلتيه .
قال تعالى ( وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا
وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) سورة البقرة
/ 224 .
وقال الشيخ السعدي في " تفسيره " (1/100) " المقصود من اليمين والقسم تعظيم المقسم
به ، وتأكيد المقسم عليه ، وكان الله تعالى قد أمر بحفظ الأيمان ، وكان مقتضى ذلك
حفظها في كل شيء ، ولكن الله تعالى استثنى من ذلك إذا كان البر باليمين ، يتضمن ترك
ما هو أحب إليه ، فنهى عباده أن يجعلوا أيمانهم عرضة ، أي : مانعة وحائلة عن أن
يبروا : أن يفعلوا خيراً ، أو يتقوا شراً ، أو يصلحوا بين الناس ، فمن حلف على ترك
واجب وجب حنثه ، وحرم إقامته على يمينه ، ومن حلف على ترك مستحب ، استحب له الحنث ،
ومن حلف على فعل محرم ، وجب الحنث ، أو على فعل مكروه استحب الحنث ، وأما المباح
فينبغي فيه حفظ اليمين عن الحنث " انتهى .
وشرع لنا نبينا صلى الله عليه وسلم التكفير عن اليمين إذا حلفنا على فعل الحرام أو
على ترك الطاعات والواجبات , فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه
وسلم . ( مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا ،
فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ ، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ ) رواه مسلم (1650)
.
وأما دعاؤك فلا تجعليه حاجزاً عن مراجعة الحق ولا تخشي من عاقبته ، إن شاء الله ،
فإنك إنما تفعلين البر ، والأتقى لله ، والله غفور لمن تاب وأناب , والمرجو من الله
أنه لن يجيب ذلك الدعاء , كيف لا وقد وعد أنه لا يعجل بإجابة أمثال هذه الأدعية
لجملة الناس فما بالكِ بالتائب المقلع عنها ، أو من حنث في يمينه لفعل الخير
والقربة إلى الله تعالى ؛ قال تعالى ( وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ
اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ
لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) سورة يونس / 11 .
ينظر جواب السؤال رقم : (200624) .
والله أعلم .