الحمد لله.
ومجرد ذكره في "الإحياء" لا
يعني أنه صحيح ، فكتاب الإحياء مليء بالأحاديث والأخبار الموضوعة ، ولذلك لا يعتمد
على ما فيه من أخبار حتى تثبت صحتها .
وانظر السؤال رقم : (92781) ، والسؤال رقم
: (27328).
وهذا الأثر جدير بأن يكون ضعيفا غير صحيح ، فإن مقتضاه أن التداوي لا أثر له في حصول الشفاء ، وهذا مخالف للواقع ، كما أنه مخالف للأحاديث الصحيحة التي أمرنا فيها النبي صلى الله عليه وسلم بالتداوي .
وقد قدمنا في الفتوى رقم : (147231) أن التداوي مستحب مشروع في قول جمهور أهل العلم ، وأن التداوي من تعاطي الأسباب ، وتعاطي الأسباب لا ينافي التوكل ، بل هو من التوكل .
وقصر عمل الأطباء على أنهم
يأكلون أرزاقهم ، ويطيبون نفوس المرضى : غير صحيح ، فهم أيضا يأخذون بالأسباب التي
نصبها الله للشفاء ، وهي ـ كغيرها من الأسباب ـ تؤثر في المسبب ، بتقدير الله لها ،
وخلقه .
وقد روى الإمام أحمد (3568) عن ابن مَسْعُودٍ رضي الله عنه عن النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : ( مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا قَدْ
أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً ، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ ) وصححه
الألباني في "الصحيحة" (451).
وفي هذا من التوكل على الله
، ونفع المسلمين ، والسعي في رفع البلاء عنهم : ما يحمدون به ويثابون عليه ، إذا
خلصت نواياهم ومقاصدهم لله .
فالشفاء من عند الله ، والله تعالى هو الشافي ، لا شافي إلا هو ، ولكنه جعل للشفاء
أسبابا ، وأمر بالأخذ بها ، وجعلها سبيلا للعافية ، ومن جملة هذه الأسباب : التداوي
.
والله أعلم .