حكم دراسة رسم ذوات الأرواح لأجل استعمالها فيما يفيد

03-08-2015

السؤال 231241


أدرس تخصص التصميم ، وأمنية حياتي أن أصبح فناناً ورساماً ، ولكن بعد أن التزمت بشكل جدي قبل سنة ونصف علمت أنه لا يجوز رسم ذوات الأرواح باستثناء بعض الحالات ، ومن ضمنها الرسم من أجل الأطفال ، لذا قررت حصر نشاطي في مجال تعليم الأطفال ، وألعاب الأطفال ، وما إلى ذلك ، ونظراً لطبيعة عملي التي تعتمد على المهارة فإنه يجب علي التمرن دائماً لأحافظ على مهارتي في الرسم وتطويرها ، فهل يجوز لي التمرن على رسم ذوات الأرواح حتى أتمكن من رسم الشخصيات الكرتونية للأطفال ؟

الجواب

الحمد لله.


تصوير ذوات الأرواح مما نص الشرع على تحريمه وجاء الوعيد الشديد على فعله ، ومما ورد في ذلك :
عَن عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أنها قالت : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يَوْمَ القِيَامَةِ يُعَذَّبُونَ ، فَيُقَالُ لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ ) ، وَقَالَ: ( إِنَّ البَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لاَ تَدْخُلُهُ المَلاَئِكَةُ ) رواه البخاري (2105) ، ومسلم (2107) .
وعن عَبْدَ اللَّهِ بن مسعود ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ القِيَامَةِ المُصَوِّرُونَ ) رواه البخاري (5950) ، ومسلم (2109) .

فهذه الأحاديث وغيرها داعية للمسلم الناصح لنفسه : إلى الفرار من هذه الأعمال ، والتوبة إلى الله تعالى منها .
ومثل هذه المحرمات : قاعدة الشرع فيها أنها لا تباح إلا لضرورة ، أو حاجة ماسة .

والرسوم الكرتونية الهادفة رغم منافعها إلّا أنها من مسائل الخلاف والشبهات ، وليست من الحاجات الماسة التي يلحق بفواتها حرج ومشقة .
وبناء على هذا فدراستك لصناعة الصور الكرتونية فيه مفسدتان :
المفسدة الأولى :
أنك بهذه الدراسة تعطّل نفسك عن الدراسات المباحة والنافعة بالاتفاق ، وأبواب طلب الرزق مأمور فيها المسلم بطلب الحلال واتقاء الشبهات ، وثمن المصور في أصله من المحرمات .
عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ : " عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ اشْتَرَى غُلاَمًا حَجَّامًا فَقَالَ : ( إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ ثَمَنِ الدَّمِ ، وَثَمَنِ الْكَلْبِ ، وَكَسْبِ الْبَغِيِّ ، وَلَعَنَ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ ، وَالْمُصَوِّرَ‏) رواه البخاري ( 5962 )‏ .
المفسدة الثانية :
دراستك لرسم ذوات الأرواح مفسدة محققة ، أما ما تأمله من القيام بأعمال مفيدة بعد تخرجك فهي مصلحة مظنونة ، فليس كل ما يأمله الإنسان يدركه ، ولا يصح ارتكاب مفسدة محققة لأجل مصلحة مظنونة .

فالنصيحة لك ، أن تكتفي بتعلم التصاميم الجائزة ، كما نصح ابن عباس رضي الله عنه أحد المصورين .
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ ، قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ أُصَوِّرُ هَذِهِ الصُّوَرَ ، فَأَفْتِنِي فِيهَا ، فَقَالَ لَهُ : ادْنُ مِنِّي ، فَدَنَا مِنْهُ ، ثُمَّ قَالَ: ادْنُ مِنِّي ، فَدَنَا حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ ، قَالَ: أُنَبِّئُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ ، يَجْعَلُ لَهُ ، بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا ، نَفْسًا فَتُعَذِّبُهُ فِي جَهَنَّمَ ) ، وقَالَ: إِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا ، فَاصْنَعِ الشَّجَرَ ، وَمَا لَا نَفْسَ لَهُ " رواه مسلم (2110) .

وإلا ؛ فابحث لك عن تخصص آخر ، نافع ومفيد ، خال من الشبهات .

والله أعلم .

أحكام الوظائف الصور والتصوير
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب