الحمد لله.
ومعنى الحديث : أن الخيل المعدة للجهاد في سبيل الله قد اقترن بها الخير
ولازَمها ، إلى يوم القيامة ، وهي في سعيها ذلك لا تخرج عن الأجر ، والغنيمة ،
وربما ظفرت بهما معا .
أما الأجر : فإنها كلما أكلت أو شربت أو مشت ، أو حتى بالت كتب الله لصاحبها أجرا .
وأما الغنيمة : فذلك فبالنصر على الأعداء ، وأخذ أموالهم .
قَوْلُهُ : (الْخَيْلُ): قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" الْمُرَادُ بِهَا مَا يُتَّخَذُ لِلْغَزْوِ ، بِأَنْ يُقَاتَلَ عَلَيْهِ ، أَوْ
يُرْتَبَطَ لِأَجْلِ ذَلِكَ " .
انتهى من "فتح الباري" (6/ 55) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" المراد بالخيل: خيل الجهاد لأنه فسر هذا الخير بقوله: (الأجر والمغنم) وهذا إنما
يكون في خيل الجهاد ، فخيل الجهاد في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، ويحتمل أن
يكون الحديث عاما؛ أي: الخيل كلها سواء كانت ممن يجاهد عليه أم لا ؛ للعموم " .
انتهى من "شرح رياض الصالحين" (5/ 377) .
وينظر : "شرح الزرقاني على الموطأ" (3/ 70) .
وقوله : (معقود في نواصيها الخير) قال المناوي رحمه الله :
" أي منوط بها ملازم لها، كأنه عقد فيها ، لإعانتها على جهاد أعداء الدين ، وقمع شر
الكافرين ، وعدم قيام غيرها مقامها في الإجلاب والفر والكر عليهم " انتهى من "فيض
القدير" (3/ 171) .
وقال النووي رحمه الله :
" فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى بَقَاءِ الْإِسْلَامِ وَالْجِهَادِ إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ ، وَالْمُرَادُ قُبَيْلَ الْقِيَامَةِ بِيَسِيرٍ، أَيْ حَتَّى
تَأْتِيَ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ تَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ
مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ ، كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ " انتهى من "شرح النووي على
مسلم" (7/ 69) .
ولا نعلم للحديث سببا خاصا إلا لبيان فضل الخيل ، وفضل ارتباطها في سبيل الله .
والله تعالى أعلم .