هل ذكر القرآن الكريم شيئا عن الكواكب الأخرى في الفضاء ؟
اp/لسؤال:
هل ذكر القرآن شيئا عن الكواكب الأخرى في الكون ؟
الجواب
الحمد لله.
المذكور في القرآن الكريم عن الكواكب إنما جاء في معرض بيان عظيم خلق الله عز وجل ،
وبديع صنعه ، فقد خلق السماء العالية وزينها بما يضيء من النجوم والكواكب الثابتة
والسيارة ، المظلمة والمتوقدة ، وكلها خلق عظيم من خلق الله عز وجل .
يقول تعالى : ( إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ )
الصافات/6.
وقال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي
ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
الأنعام/97.
ثم أخبر عز وجل أن هذه الكواكب تنتثر وينفرط عقدها عند قيام الساعة ، فقال سبحانه :
( إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ . وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ )
الانفطار/1-2.
يقول الطاهر ابن عاشور رحمه الله :
" الكواكب : الكريات السماوية التي تلمع في الليل عدا الشمس والقمر ، وتسمى النجوم
، وهي أقسام : منها العظيم ، ومنها دونه ، فمنها الكواكب السيارة ، ومنها الثوابت ،
ومنها قطع تدور حول الشمس " انتهى من " التحرير والتنوير " (23/10) .
وفي تفسير قوله تعالى : ( فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ . الْجَوَارِ الْكُنَّسِ )
التكوير/15-16 .
يقول العلامة السعدي رحمه الله :
" أقسم تعالى ( بِالْخُنَّسِ ) وهي الكواكب التي تخنس ، أي : تتأخر عن سير الكواكب
المعتاد إلى جهة المشرق ، وهي النجوم السبعة السيارة : " الشمس " ، و " القمر " ، و
" الزهرة " ، و " المشترى "، و " المريخ "، و " زحل "، و " عطارد " " انتهى من "
تيسير الكريم الرحمن " (ص/912) .
هذا أظهر ما يمكن القول به من حديث القرآن الكريم عن الكواكب الأخرى ، أما ما يذكره
بعض الناس من تفاصيل دقيقة ، مثل موضوع الحياة على الكواكب الأخرى ، أو إمكان
الصعود إليها ، أو غير ذلك : فليس في القرآن دلالات صريحة على شيء من ذلك ، إنما هو
الاجتهاد في فهم النصوص ، وقد جعل الله لكل شيء قدرا .
وانظر جواب السؤال رقم : (89999) .
والله أعلم .