الأعمال الصالحة تهذب الشهوة ولا تزيدها

12-02-2018

السؤال 262214

سمعت من بعض الأخوة أنه كلما زاد العمل الصالح الذي نقوم به كلما زادت شهوتنا، فهل لهذا أصل في القران والسنة؟

الجواب

الحمد لله.

هذه العبارة لا تصح ، بل هي من منكرات القول الظاهرة ، التي لا يخفى بطلانها على أحد ؛ فقد دل القرآن الكريم على أن العمل الصالح يكبح جماح الشهوات ، وينهى صاحبه عن الفواحش والمنكرات .

قال تعالى : ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) العنكبوت/45 .

وقال تعالى : ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا) مريم/59-60 .

وقال تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا) النساء/66-68 .

أي : ولو أنهم استجابوا لما يُنصحون به ، لكان ذلك نافعًا لهم، وأقوى لإيمانهم، ولأعطيناهم من عندنا ثوابًا عظيمًا ، في الدنيا والآخرة، ولأرشدناهم ووفقناهم إلى طريق الله القويم. ( التفسير الميسر 89 ) .

فالإسلام جاء لضبط الشهوة وتهذيبها ، لأن الإنسان إذا أطلق لشهوته العنان ، وفتح لها الباب على مصراعيه ، من غير وازع ديني أو أخلاقي : انحط إلى درجة البهائم ، بل أحط ، وأدى ذلك إلى فساد المجتمع ، وضياع الأنساب واختلاطها ، وخراب الأمم والأفراد ، كما هو معلوم ومشاهد .

والشهوة صورة من صور ابتلاء الله تعالى للإنسان ، واختباره له ، فمن ضبطها بالضوابط الشرعية ، واتقى الله تعالى فيها ، ووضعها في حلال : فله أجر .

ومن وضعها في حرام : فعليه وزر.

وانظر لمزيد الفائدة السؤال رقم (224886) .

والله أعلم

عرض في موقع إسلام سؤال وجواب