لدي سؤال يوسوس لي الشيطان به ، إذا كان الله منزها عن أن يكون له مادة أو صورة فما هو الله ؟ أو بالأصح هل الله مجرد فراغ أو عدم ؟ أعتذر عن بشاعة السؤال ، ولكن الشيطان يوسوس لي بذلك ، وأخاف ان أقع في فخه .
الحمد لله.
الواجب أن يعتقد العبد أن الله تعالى له ذات حقيقية ، وجودية ، متصفة بصفات الكمال .
فهو الحي القيوم السميع البصير العليم الحكيم، إلى غير ذلك من أسمائه وصفاته الثابتة في الكتاب والسنة.
فتعالى الله أن يكون فراغا أو عدما .
وهل يكون للعدم : وسمع ، وبصر ، وكلام ، ووجه ويدان؟!
ومع هذا فلا يجوز للعبد أن يتخيل لله تعالى صورة؛ لأنه تعالى لا يشبه شيئا من خلقه، ولا يمكن أحدا أن يتصور ذاته أو صفاته .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم (260258).
ورحم الله الطحاوي إذ يقول في عقيدته المشهورة: " لا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأفهام ولا يشبه الأنام" سبحانه وتعالى وتقدس.
ولا يقال: الله جسم أو مادة، لا نفيا ولا إثباتا؛ لعدم ورود ذلك، ولكونه يحتمل حقا وباطلا، كما بينا في جواب السؤال رقم (130759 ) ورقم (145804).
فالواجب أن تعتقد أن الله تعالى منزه عن مشابهة المخلوقات، وأنه ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، وأن تصرف ذهنك عن التفكر في ذاته، وأن تعرض عن الوساوس وتستعيذ بالله منها، وأن تقول: آمنت بالله ورسوله، فعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ أَحَدَكُمْ يَأْتِيهِ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ مَنْ خَلَقَكَ فَيَقُولُ اللَّهُ فَيَقُولُ فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ فَإِذَا وَجَدَ ذَلِكَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقْرَأْ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ يُذْهِبُ عَنْهُ ) رواه أحمد (25671) وحسنه الألباني في الصحيحة.
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (98295) ورقم (12315).
وقانا الله وإياك شر الوسوسة والتعمق والتكلف.
والله أعلم.