قال صلى الله عليه وسلّم: (إن الله طيب يحب الطيب نظيف يحب النظافة) هل هذا حديث صحيح؟ وإن لم يكن كذلك، فهل توجد أحاديث تحثّ على النظافة؟
حديث "إن الله نظيف يحب النظافة" ضعيف جدًا ومع ذلك وردت العديد من الأحاديث الصحيحة التي تحث على النظافة مثل:
الحمد لله.
الحديث المذكور في السؤال: ضعيف جدا.
أربعتهم (أبو عامر العقدي – المعافى بن عمران – أبو نعيم – المغيرة) عن خالد بن إياس، عن مهاجر بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه.
وخالفهم عبد الله بن نافع فرواه عن خالد بن إياس، عن عامر بن سعد، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم به.
والحديث مداره على خالد بن إلياس، أو إياس، وهو متروك الحديث لا تحل الرواية عنه، قال البخاري:" ليس بشيء منكر الحديث "، وقال ابن معين:" ليس بشيء ". كذا في "الضعفاء" للعقيلي (2/3)، وقال أحمد بن حنبل:" متروك الحديث "، وقال أبو نعيم:" لا يسوى حديثه فلسين "، وقال أبو حاتم:" ضعيف الحديث منكر الحديث " انظر "الجرح والتعديل" (3/321)، وقال النسائي:" متروك الحديث ". كذا في "الضعفاء والمتروكون" للنسائي (172)، وقال ابن حبان في "المجروحين" (1/279):" يروي الموضوعات عَن الثِّقَات حَتَّى يسْبق إِلَى الْقلب أَنَّهُ الْوَاضِع لَهَا، لَا يحل أَن يكْتب حَدِيثه إِلَّا عَلَى جِهَة التَّعَجُّب ". انتهى.
والحديث ضعفه ابن الجوزي كما في "العلل المتناهية" (1186)، وابن رجب كما في "جامع العلوم والحكم" (ص99)، وابن حجر كما في "المطالب العالية" (2260)، والبوصيري كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (1510)، والشيخ الألباني كما في "ضعيف سنن الترمذي" (74).
وللحديث طريق آخر، أخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" (1203) من طريق داود بن رشيد، قال: حدثنا أبو الطيب هارون بن محمد، قال: حدثنا بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم به.
وهو طريق تالف أيضا، فيه هارون بن محمد أبو الطيب، كذبه ابن معين كما في "الكامل" لابن عدي (8/441).
وله طريق ثالث، أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/510) من طريق أحمد بن بديل عن حسين بن علي الجعفي عن ابن أبي رواد عن سالم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم به. تفرد به عبد العزيز بن أبي رواد، ولذا عده ابن عدي من مناكيره، وحكم الشيخ الألباني على هذه الرواية بأنها منكرة كما في "السلسلة الضعيفة" (7086).
وأما سؤال السائل الكريم عن الأحاديث التي تحث على النظافة فهي كثيرة جدا، منها ما يلي:
ولم يقف الأمر بالنظافة على مجرد النظافة الشخصية، ونظافة المساجد والبيوت، بل وصل الأمر إلى تنظيف الطرق، حتى أصبح ذلك عادة مطردة تعلمها الصحابة رضوان الله عليهم ونقلوها، حتى إن محمد بن سيرين يقول: لَمَّا قَدِمَ أبو موسى الْأَشْعَرِيُّ الْبَصْرَةَ، قَالَ لَهُمْ:" إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ لِأُعَلِّمَكُمْ سُنَّتَكُمْ، وَإِنْظَافَكُمْ طُرُقَكُمْ ". أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (25923) بإسناد صحيح.
طالع الأجوبة التالية: (524379، 118037، 146653، 158668).
والله أعلم.