الحمد لله.
أولا :
الذي يزيد في الصلاة سهوا كإمامكم إذ زاد جلوسا في صلاته ، فإنه يجب عليه أن يسجد للسهو ويكون سجوده بعد السلام ودليل ذلك لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - حين سلم النبي صلى الله عليه وسلم من الركعتين في إحدى صلاتي العشي ، إما الظهر وإما العصر ، فلما ذكروه أتى صلى الله عليه وسلم بما بقى من صلاته ، ثم سلم ، ثم سجد سجدتين بعدما سلم . رواه البخاري (482) ومسلم (573) .
وينظر جواب السؤال (12527) .
وينظر أيضا للأهمية ، كلام أهل العلم في السجود قبل السلام أو بعده ، في جواب السؤال رقم (277355).
هذا مع أن خلاف العلماء في موضع السجود ، وهل هو قبل السلام ، أو بعده : هو خلاف في الأفضل منهما ، والأوفق للسنة ، فلو سجد للسهو قبل السلام ، أو بعده ، فصلاته صحيحة ، ولا شيء عليه .
قال النووي رحمه الله : " وَلَا خِلَافَ بَيْنَ هَؤُلَاءِ الْمُخْتَلِفِينَ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُ لَوْ سَجَدَ قَبْلَ السَّلَامِ أَوْ بَعْدَهُ لِلزِّيَادَةِ أَوِ النَّقْصِ أَنَّهُ يُجْزِئُهُ وَلَا تَفْسُدُ صَلَاتُهُ وَإِنَّمَا اخْتِلَافُهُمْ فِي الْأَفْضَلِ " . انتهى، من "شرح مسلم" (5/57) . وينظر: "فتح الباري" لابن رجب (9/454-455) .
وعليه ، فكان عليك أن تمهل الإمام ، ولا تعجل عليه بالتنبيه لموضع السهو ، فقد يكون أراد السجود بعد السلام ، ثم لما نبهته ، ارتبك ، ورجع للسجود قبل السلام .
وسواء كان قد نسي السهو ، فتذكره لما نبهته ، أو أراد أن يجعله بعد السلام ، لكنه عاد لما نبهته فجعله قبل السلام : فصلاته صحيحة على كل حال ، وهكذا صلاة من خلفه ، ولا شيء عليكم .
وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم (271695).
والله أعلم .