الحمد لله.
أولًا:
السكت: هو عبارة عن قطع الصوت زمنا ، هو دون زمن الوقف عادة ، من غير تنفس .
انظر: "النشر" (1/ 240).
ثانيًا:
السكتات في القرآن الكريم ، الواجبة لحفص وانفرد بها عن باقي القراء : أربعة مواضع هي:
1 - السكت على ألف: ( عِوَجاً ) الكهف/: 1. وحكمة السكت: أن الوصل بدون سكت يوهم أن: ( قَيِّماً ) [الكهف: 2] صفة ل: ( عِوَجاً ) ؛ ولا يستقيم أن يكون القيم صفة للمعوج.
2 - السكت على ألف: ( مَرْقَدِنا ) يس/ 52 ، وحكمة السكت: أن الوصل من غيره يوهم أن قوله تعالى: ( هذا ) من مقول المشركين المنكرين للبعث.
3 - السكت على نون: ( مَنْ راقٍ ) القيامة/27 . وحكمة السكت: أن الوصل فيه من غيره يوهم أنهما كلمة واحدة، والواقع أنهما كلمتان.
ومعنى ( مَنْ راقٍ ): أي : هل من راقٍ يرقي، أو طبيب يشفي ؟
4 - السكت على لام: ( بَلْ رانَ ) المطففين/ 14 ، وحكمة السكت: أن الوصل فيه من غيره ، يوهم أنهما كلمة واحدة ، وهما كلمتان.
ومعنى بَلْ رانَ: إنما حُجبت قلوبهم عن الإيمان به ، بما عليها من الرين الذى لبس قلوبهم ، من كثرة الذنوب والخطايا .
وإلى السكتات الأربع أشار الشاطبى بقوله:
وسكتة حفص دون قطع لطيفة على ... ألف التّنوين في عوجا بلا
وفى نون من راق ومرقدنا ولا ... م بل ران ؛ والباقون : لا سكت موصلا
وهناك سكتتان جائزتان، في موضعين، هما :
1 - السكت بين سورتي الأنفال والتوبة ، وصلا.
2 - السكت على هاء ( مالِيَهْ ) من قوله تعالى: ( مالِيَهْ . هَلَكَ ) الحاقة/ 28، 29 ، وصلا. والسكت هو المقدم في الأداء.
والمعنى: لم يدفع عني لا مالي ولا جاهي عذاب الله، وبأسه، بل خلص الأمر إلي وحدي ، فلا معين ولا مجير .
انظر: "غاية المريد في علم التجويد" (235)، "القول السديد في علم التجويد" علي أبو الوفا: (260)، "الوافي شرح الشاطبية" (310)، "مباحث في علم القراءات مع بيان أصول رواية حفص" (101).
ثالثًا:
هذا السكت لحفص مختلف فيه بحسب الطرق إليه، فروي عنه من بعض الطرق السكت، وروي عنه من بعض الطرق الإدراج، وهو عدم السكت .
انظر: " شرح طيبة النشر " للنويري (1/ 485 - 486).
قال في " الإتحاف " : " وأما حفص : فاختلف أصحاب الأشناني ... قال في النشر: وبكل من السكت والإدراج - يعني عدم السكت - : قرأت من طريقه ؛ يعني الأشناني والله أعلم .
"و" لا يكون السكت لحفص إلا مع مد المنفصل؛ لأن راوي السكت ، وهو الأشناني: ليس له إلا مده.
وأما القصر : فمن طريق الفيل ، عن عمرو ، عن حفص ، كما تقدم ؛ وليس له سكت.
وأما إدريس ، عن خلف في اختياره : فروى الشطي، وابن بويان عنه : السكت في المنفصل ، ولام التعريف.
وروى عنه المطوعي : على ما كان من كلمة وكلمتين عموما ؛ نص عليه في المبهج .
واتفقوا عنه : عدم السكت في الممدود "، انتهى من " إتحاف فضلاء البشر "(88).
وهناك مسائل طويلة في هذا الباب تنظر في المطولات ، وإنما طريقة ضبط ذلك في العمل والأداء: ما يتلقاه القارئ عن شيوخه، ويشافههم به.