هل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الطريقة صحيحة (اللهم صلي على سيدنا محمد)؟
الحمد لله.
أولا:
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل العبادات وأجل القربات ، فقد أمر الله تعالى بها عباده المؤمنين ، فقال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً الأحزاب/56.
وحث النبي صلى الله عليه وسلم عليها وبيَّن مضاعفة أجرها ، وأنها سبب لمغفرة الذنوب ، وقضاء الحاجات ، فقال عليه الصلاة والسلام: مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ ، وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ ، وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ رواه النسائي (1297) ، وصححه الشيخ الألباني في ” صحيح سنن النسائي ” .
وينظر لمزيد من الفائدة جواب السؤال رقم: (128455).
ثانيًا:
لا حرج في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بأي لفظ يؤدي المعنى ، مثل : ” اللهم صل على محمد ” ، أو ” صلى الله على محمد ” أو ” الصلاة والسلام عليك يا رسول الله ” أو ” صلى الله عليه وسلم ” ونحو ذلك.
وأفضل صلاة عليه وأكملها هي المعروفة بالصلاة الإبراهيمية التي تقال آخر التشهد .
وقد سبق بيان الصيغ المثلى للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في جواب السؤال رقم: (174685).
وهذا كله إذا كان خارج الصلاة ، أما داخل الصَّلاة : فينبغي الاقتصار على المأثور الوارِد ، وقد سبق بيانه في جواب السؤال رقم: (98031)، (262502).
وأما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بقول : ( اللهم صلِّ على سيدنا محمد ) : فهي صحيحة، لا إشكال في ذلك؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم هو سيد ولد آدم، كما أخبر عن نفسه الشريفة، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فمن قال: “اللهم صل على سيدنا محمد” فقد أدى المعنى، وجاء بصيغة دالة على مقصوده.
وزيادة لفظ (سيد) في صيغة الصلاة: لا بأس بها، إن كان ذلك فيما سوى الصلاة والأذان، لعدم التوقيف فيما خرج ععنهما.
وإن كان الأفضل أن يأتي بصيغة مأثورة، على كل حال.
وقد قال الشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله – في جوابه لأحد السائلين عن إضافة لفظة ” سيدنا” في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال :
” …. فهمنا السؤال الذي أوردتم عن جواز قول الرجل : ” اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد إلى آخره “.
والجواب : الحمد لله ؛ لا يخفى أن الاقتصار على ما ورد في الأحاديث عن سلف هذه الأمة وأئمتها أولى وأفضل وأكمل ، ولا سيما إذا كان ذلك في نفس الصلاة ، فلا ينبغي أن يأتي في الصلاة بألفاظ غير ما ورد .
فإن كان خارج الصلاة فهو أيسر ، وتركه أولى على كل حال ، وعلى كلٍّ فهذه الكلمة لم ترد عن السلف فمن تركها فقد أحسن ، ومن قالها فلا ينهى عنها نهياً مطلقًا ، بل يُرَغَّب بما هو أفضل ، وهذا لا يغض من قدر نبينا صلوات الله وسلامه عليه ؛ فإن له عند المسلمين من المنزلة والمحبة والتعزيز والتوقير ما لا يعلمه إلا الله – بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم- وهو بلا شك سيدنا وسيد جميع الخلق ، ولكن اقتران هذه الكلمة بالصلاة عليه دائماً باستمرار لا نراه ؛ لأنه لم يرد بهذه الصفة، والله أعلم ” انتهى من “فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم” (13/ 154).
وقال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله : ” من استقرأ صيغ الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – الواردة لم يجد فيها لفظ ” السيادة ” ، لا داخل الصلاة ولا خارجها ، ومن استقرأ أحاديث الأذان لم يجدها في ذكر ” الشهادة بأن محمدًا رسول الله ” . والمحدثون كافة في كتب السنة لا يذكرون لفظ السيادة عند ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – ” انتهى من “معجم المناهي اللفظية” (ص: 297).
وعليه : فلا بأس أن يقول الشخص : ( اللهم صلِّ على سيدنا محمد ) خارج الصلاة ، ولو قال بدلا منها : ( اللهم صلِّ على محمد ) لكان ذلك أفضل وأولى.
وأما داخل الصلاة، وفي الأذان: فإنه يقتصر على المأثور ولا يزيد عليه ما لم يثبت .
وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم: (84853 )، ورقم: (85116)، ورقم: ( 141710)
والله أعلم.