لي صديق تائب بعد أن كان رافضيا، وهو يسأل عن حكم ترك المعصية حبا لمخلوق، مثل من يقول سأترك المعصية حبا لآل البيت، أو لن أعصي الله تعالى حبا لآل البيت؟
الحمد لله.
ترك المعصية؛ إنما ينجو به العبد إذا كان خوفا من الله تعالى وتعظيما له.
قال الله تعالى: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى النازعات/40 – 41.
وأما ترك المعصية تعظيما وحبا لمخلوق، فهذا نوع من الشرك، لا يجوز للعبد أن يقصده؛ لأن ترك المعاصي عبادة، والعبادة لا يقصد بها إلا الله تعالى.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
" فالترك ثلاثة أقسام:
قسم يثاب عليه.
وقسم يعاقب عليه.
وقسم لا يثاب ولا يعاقب عليه.
فالأول: ترك العالم بتحريمها الكاف نفسه عنها لله مع قدرته عليها.
والثاني: كترك من يتركها لغير الله، لا لله. فهذا يعاقب على تركه لغير الله، كما يعاقب على فعله لغير الله، فإن ذلك الترك والامتناع فعل من أفعال القلب، فإذا عبد به غير الله استحق العقوبة " انتهى من"شفاء العليل" (ص 942).
وقال ابن رجب رحمه الله تعالى:
" الهم بالسيئات من غير عمل لها، ففي حديث ابن عباس: أنها تكتب حسنة كاملة، وكذلك في حديث أبي هريرة وأنس وغيرهما: أنها تكتب حسنة، وفي حديث أبي هريرة قال: ( إنما تركها من جراي )، يعني: من أجلي.
وهذا يدل على أن المراد من قدر على ما همَّ به من المعصية، فتركه لله تعالى، وهذا لا ريب في أنه يكتب له بذلك حسنة؛ لأن تركه المعصية بهذا القصد: عمل صالح.
فأما إن هم بمعصية، ثم ترك عملها خوفا من المخلوقين، أو مراءاة لهم، فقد قيل: إنه يعاقب على تركها بهذه النية، لأن تقديم خوف المخلوقين على خوف الله محرم.
وكذلك قصد الرياء للمخلوقين محرم، فإذا اقترن به ترك المعصية لأجله، عوقب على هذا الترك " انتهى من "جامع العلوم والحكم" (2 / 321 – 322).
فالواجب أن يترك المعصية حبا لله تعالى وخوفا منه .
والله أعلم.