الحمد لله.
لا يجوز لك قبول هذه الوظيفة التي تتقاضى فيها راتبا مقابل تسجيل اسمك؛ لأنه إن كان لما تطلبه الشركة الكبرى وجهٌ، فأنت تعين الصغرى على الغش والخداع، وإن كان ما تطلبه الشركة الكبرى لا وجه له، فأنت بقبولك الراتب تزيد البلاء على الشركة الصغرى، ثم تأخذ مالا بغير وجه حق، حتى لو رضيت الشركة الصغرى بدفعه؛ لأنه لا يجوز كراء الشهادة، ولا اسم الموظف؛ لأن هذا ليس من المنافع التي يقع عليها الكراء.
سئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله ما نصه: " تعمد بعض الشركات والمؤسسات إلى توظيف بعض الشباب والفتيات توظيفًا وهميًا من أجل نظام السعودة، فيبقى الموظف في بيته ويصرف له أو لها الراتب. فما حكم أخذ هذا الراتب، ولا يخفى عليكم أن هذه القطاعات ملزمة بتوظيف نسبة معينة من السعوديين؟
فأجاب حفظه الله:
، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:فهذه الشركات والمؤسسات التي شُرط عليها عند الترخيص لها أن توظف في أعمالها نسبة من السعوديين حسب التخصصات المناسبة والممكنة، فإنه يجب على هذه الشركات والمؤسسات أن تفي بما شُرط عليها، فتوظف من السعوديين العدد المفروض توظيفًا حقيقيًا؛ كي يستفيد الشباب خبرة بالإضافة إلى المرتب، وهذا هو المقصود من إلزام الشركات والمؤسسات من توظيف السعوديين، وليس المقصود تسجيل أسمائهم ودفع مرتباتهم بلا عمل، وهذا لا يحل لأصحاب الشركات والمؤسسات؛ لأنهم بهذا لم يفوا بما شُرط عليهم، ولا يحل للشباب أخذ هذه المرتبات؛ لأنهم يأخذونها بغير مقابل ولو رضي أصحاب الشركات أو المؤسسات فإن في ذلك إعانة لهم على التلاعب والكذب.
ولو فُرض أن الشركات والمؤسسات مظلومة بما شُرط عليهم، فلا يحل أخذ ما يدفعونه من مرتبات، لأنهم ملزمون بذلك على هذا التقدير بغير حق.
فالواجب إذن على الشباب بنين وبنات أن يستغنوا، ولا يرضوا لأنفسهم بأخذ مرتبات بغير حق في وظائف وهمية، وعليهم أن يطلبوا الرزق بأسباب واضحة نقية، ففي هذا الخير والبركة". انتهى من "موقع الشيخ البراك".
https://sh-albarrak.com/article/5827
والله أعلم.