متى قبل آدم الأمانة؟ هل قبل أن يأكل الثمرة؟ أو عندما كان على الأرض؟ أو لا نعلم ذلك؟
الحمد لله.
أولًا:
في قوله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا الأحزاب/72.
يقول ابن جرير الطبري في "تفسيره" (20/337): "أولى الأقوال في ذلك بالصواب: ما قاله الذين قالوا: إنه عُنِي بالأمانة في هذا الموضع: جميع معاني الأمانات في الدين، وأمانات الناس، وذلك أن الله لم يخص بقوله: (عَرَضْنَا الأمَانَةَ) بعض معاني الأمانات" انتهى.
وقال ابن كثير في اختلاف المفسرين من السلف في معنى الأمانة: "وكل هذه الأقوال لا تنافي بينها، بل هي متفقة وراجعة إلى أنها التكليف، وقبول الأوامر والنواهي بشرطها، وهو أنه إن قام بذلك أثيب، وإن تركها عُوقِبَ، فقبلها الإنسان على ضعفه وجهله وظلمه، إلا مَنْ وفق اللَّهُ، وبالله المستعان" انتهى، من "تفسيره" (3/522).
ثانيًا:
فيما يتعلق بتوقيت حمل آدم للأمانة، فقد صح عن ابن عباس رضي الله في تفسير قوله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا أنه قال:
"عرضت على آدم فقال: خذها بما فيها، فإن أطعت غفر لك، وإن عصيت عذبتك.
قال: قد قبلت.
فما كان إلا قدر ما بين العصر والليل من ذلك اليوم؛ حتى أصاب الخطيئة" أخرجه الطبري (20/327).
فتبين بذلك أن آدم عليه السلام حمل الأمانة وهو في الجنة، قبل أن ينزل إلى الأرض، وقبل أن يأكل من الشجرة التي نُهي عنها.
وينظر جواب السؤال رقم: (237493).
والله أعلم.