هل يجوز وصف الله بالاحتراف؟

22-10-2024

السؤال 534426

ما حكم القول في سياق الكلام عن الخلق، قال لتعرف إنك تتعامل مع واحد محترف، وهو يتحدث عن عظمة الخلق؟

الجواب

الحمد لله.

أسماء الله تعالى وصفاته توقيفية، فلا يسمى ولا يوصف إلا بما ورد في الكتاب والسنة.

ويجوز الإخبار عن الله بشيء لم يرد بعينه، إذا كان المعنى صحيحا لا يحتمل نقصا، فباب الإخبار أوسع من باب الأسماء والصفات.

قال ابن القيم رحمه الله: “ويجب أن تُعلم هنا أمور:

أحدها: أن ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته، كالشيء، والموجود، والقائم بنفسه، فإنه يخبر به عنه، ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا…

السابع: أن ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا، كالقديم، والشيء، والموجود، والقائم بنفسه.

فهذا فصل الخطاب في مسألة أسمائه: هل هي توقيفية؟ أو يجوز أن يطلق عليه منها بعض ما لم يرد به السمع” انتهى من “بدائع الفوائد” (1/ 170).

والله سبحانه خالق بديع مصور، وهذه أسماء حسنى مشتملة على أكمل المعاني.

وأما القول بأن الله محترف، على معنى أنه متقن في خلقه وإبداعه، ففيه سوء أدب مع الله جل جلاله، وإطلاق ما هو ملائم على الخلق، مناسب لهم، على من ليس كمثله شيء، سبحانه.

فالاحتراف في الأصل: الاكتساب بالحرفة.

وفي “تاج العروس” (23/ 137): “واحترف: اكتسب لعياله من هنا وهنا، والمحترف: الصانع” انتهى.

وإذا حمل على المعنى العامي وهو الإتقان، ففيه نوع معالجة واجتهاد، واكتساب للأمر بالمهارة، والدُّربة. وكل هذا مما لا يليق بالله جل جلاله؛ وإنما يقال في حق الله تعالى: هو الخالق البارئ المصور، بلا تعب ولا معاناة ولا كلفة، يقول للشيء: كن، فيكون، كما قال سبحانه: بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ  البقرة/117.

وقال: إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ النحل/40.

وعليه؛ فلا يجوز أن يقال عن الله إنه محترف؛ لاشتماله على معنى لا يليق بالله تعالى. وقد قال الله تعالى: فَلَا تَضۡرِبُواْ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡثَالَۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ النحل/ 74.

والله أعلم.

الأسماء والصفات
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب