الحمد لله.
هذا الحديث رواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (895) وابن حزم في "الإحكام" (6/244) من طريق سلام بن سليم ، قال : حدثنا الحارث بن غصين ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم )
وسلام بن سليم ، ويقال ابن سليمان ، متروك متهم قال ابن معين : ليس حديثه بشيء ، وقال ابن حبان : يروى عن الثقات الموضوعات كأنه كان المعتمد لها .
"المجروحين" (1 /339)
وأخرجه الخطيب في " الكفاية في علم الرواية " ( ص 48 )
والبيهقي في " المدخل " ( 152 ) والديلمي ( 4 / 75 ) من طريق سليمان ابن أبي كريمة
عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : ( إن أصحابي بمنزلة النجوم في السماء
، فأيها أخذتم به اهتديتم ، واختلاف أصحابي لكم رحمة )
وهذا إسناد ضعيف جدا : سليمان بن أبي كريمة ضعيف ، وجويبر هو ابن سعيد الأزدي ،
متروك ، كما قال الدارقطني والنسائي وغيرهما ، وضعفه ابن المديني جدا .
"ميزان الاعتدال" (2/222) – "التهذيب" (2/106)
والضحاك هو ابن مزاحم الهلالي لم يلق ابن عباس ، وقال البيهقي عقبه : " هذا حديث
متنه مشهور ، وأسانيده ضعيفة ، لم يثبت في هذا إسناد " .
ورواه ابن عساكر في "تاريخه" (19/383) والديلمي في "
مسنده " (2/190) من طريق نعيم ابن حماد حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن
سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب مرفوعا : ( سألت ربي عز وجل فيما اختلف فيه أصحابي
من بعدي فأوحى الله إلي : يا محمد إن أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء ، بعضها
أضوأ من بعض ؛ فمن أخذ بشئ مما هم عليه من اختلافهم فهو عندي على هدى "
وهذا إسناد تالف ، نعيم بن حماد ضعيف ، وعبد الرحيم بن زيد العمي كذاب .
"التهذيب" (6/274)
وذكره ابن عبد البر معلقا ( 2 / 183) من طريق أبي شهاب الحناط عن حمزة الجزري عن
نافع عن ابن عمر مرفوعا به .
ثم قال ابن عبد البر : " وهذا إسناد لا يصح ، ولا يرويه عن نافع من يحتج به " .
وحمزة هذا هو ابن أبي حمزة ، قال ابن معين : لا يساوى فلسا ، وقال البخاري: منكر
الحديث ، وقال الدارقطني : متروك ، وقال ابن عدى : عامة ما يرويه موضوع .
"ميزان الاعتدال" (1 /606)
وقد تواردت نصوص أهل العلم بعدم صحة هذا الحديث :
فقال الإمام أحمد : " لا يصح هذا الحديث " .
"سلسلة الأحاديث الضعيفة" ، للشيخ الألباني (1 /145) .
وَقَالَ الْحَافِظ أَحْمد بن عَمْرو بن عبد الْخَالِق الْبَزَّار :
" هَذَا الْكَلَام لم يَصح عَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم " .
"البدر المنير" (9 /587) .
وقال ابن حزم :
" باطل مكذوب من توليد أهل الفسق لوجوه ضرورية " .
"الإحكام في أصول الأحكام " (5 /61) .
وقال ابن الملقن :
" جميع طرقه ضعيفة " .
"البدر المنير" (9 /587)
وقال ابن القيم :
" روي من طرق ، ولا يثبت شيء منها " .
إعلام الموقعين [2 /242]
وقال الشوكاني في"الفتح الرباني" (5/179)
" صرح أئمة الجرح والتعديل بأنه لا يصح منها شيء ، وأن هذا الحديث لم يثبت عن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم " .
وقال الألباني في "السلسلة الضعيفة" (58) : " موضوع " .
قال الإمام ابن حزم رحمه الله في بيان بطلان هذا
الحديث متنا :
" من المحال أن يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباع كل قائل من الصحابة رضي
الله عنهم ، وفيهم من يحلل الشيء وغيره منهم يحرمه ، ولو كان ذلك لكان بيع الخمر
حلالا اقتداء بسمرة بن جندب ، ولكان أكل البرَد للصائم حلالا اقتداء بأبي طلحة
وحراما اقتداء بغيره منهم ، ولكان ترك الغسل من الإكسال واجبا اقتداء بعلي وعثمان
وطلحة وأبي أيوب وأبي بن كعب ، وحراما اقتداء بعائشة وابن عمر ، ولكان بيع الثمر
قبل ظهور الطيب فيها حلالا اقتداء بعمر ، حراما اقتداء بغيره منهم ، وكل هذا مروي
عندنا بالأسانيد الصحيحة " انتهى . "الإحكام" (6 /244) .
فتبين بما سبق بطلان هذا الحديث وعدم صحته سندا ومتنا
، فلا تجوز نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم ، لعموم قوله : ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي
بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ) رواه مسلم في مقدمة
الصحيح (ص 7) .
والله تعالى أعلم .
تعليق